سودافاكس ـ أجمع عدد من التجار والمتعاملين في مراكز توزيع حديد التسليح ومغالق مواد البناء والتشييد على وجود حالة من الركود في حركتي البيع والشراء، وردوا ذلك نسبة لما وصلت إليه أوضاع البلاد بعد تحريك سعر الصرف الذي أثر على حركة أسواق مواد البناء، وبحسب متعاملين فإن الأسعار في أسواق السجانة عالية جداً، لكن بعض المراقبين يرون أن إغلاق الطرق ووضع المتاريس وبجانب ارتفاع تكاليف النقل فاقمت من تصاعد الأسعار في الأسواق.
وكانت متابعات لـ(اليوم التالي) كشفت عن ارتفاع كبير في أسعار مواد البناء والتشييد مع تذبذب أسعار المواد الأخرى، وأفاد متعاملون بسوق السجانة أن الأسعار تصاعدت بصورة مخيفة نسبة لتتريس الطرق التي شهدتها البلاد مؤخراً الأمر الذي أفضى إلى هذه الزيادة في الأسعار، وأبدى بعض التجار خشيتهم من ارتفاع آخر في الأسعار إذا تطورت تعقيدات المشهد في البلاد، ويؤكد آخرون تضاؤل القوة الشرائية نسبة للظروف الاقتصادية السائدة في البلاد.
خسائر فادحة
يقول محمد طارق ـ عامل بمركز توزيع الحديد بسوق الخرطوم ـ إن الأسواق تعاني حالة ركود عام لجهة أن الأسعار أصبحت غير معروفة ومعظم التجار يتكبدون خسائر فادحة في ظل تراجع القوة الشرائية، وكشف لـ(اليوم التالي) عن تصاعد سعر طن السيخ حيث قفز سعره الأسبوع الماضي الى 700 ألف جنيه، إلا أنه عاد وأكد انخفاضه حيث انخفض الى أقل من 600 ألف جنيه، وأوضح أن حالة الركود زادت قبل إجراءات الجيش مؤخراً إلا أنها تفاقمت كثيراً وهناك تجار تقع على عاتقهم التزامات وبالتالي قد يضطرون إلى خفض الأسعار لتغطية جميع الالتزامات، وأشار إلى أن الإقبال هذه الأيام ضعيف جداً مقارنة بالسنوات الماضية في مثل هذا التوقيت، وعزا ارتفاع سعر السيخ إلى الارتفاع الكبير في أسعار الصرف الأسبوع الماضي.
الركود اليومي
التاجر هاشم صديق بسوق السجانة، كشف عن أن سعر طن الأسمنت والذي وصل إلى 105 ألف جنيه، وأشار إلى أن التردد على المراكز والمغالق أصبح ضعيفاً أي أن هناك عزوف من جانب القوة الشرائية، وقال إن الحركة في السوق غير واضحة المعالم في ظل هذا الركود اليومي، وأضاف أن أسعار البوهيات متذبذبة.
وفي الوقت نفسه شكا هاشم عبر إفادته لـ(اليوم التالي) من غليان الأسعار الذي يضرب أسواق مواد البناء، وزاد قائلاً إن مسألة تشييد بناية في حدود 200 متر أصبح أمراً لا يستطيع عليه أحد طالما تغلبت الأوضاع الاقتصادية في هذه الفترة الحرجة، وذكر أن سعر 4 آلاف طوبة أحمر بلغ 85 ألف جنيه، أما قلاب الرملة 18 متر فبلغ 36 ألف جنيه، بينما سعر قلاب الخرسانة 18 متر بـ35 ألف جنيه، وأشار إلى أن هناك تفاوت في أسعار طوب البلك ألف طوبة إلى 280 ألف جنيه، أما الحراري ألف طوبة بـ200 ألف جنيه، ويتوقع ذات التاجر أن يعود الهدوء إلى الأسواق شريطة استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية.
التجار والمواطنون
فيما يعتبر المحلل الاقتصادي محمد النيل في حديثه لـ(اليوم التالي) أن أسعار مواد البناء تمثل هاجساً كبيراً خاصة وأنها في حالة ارتفاع مستمر، ويشير إلى أن مواد البناء تعد الأغلى في السوق السودانية، وعزا ذلك إلى نظام البيع والشراء عبر السماسرة مقارنة بأسواق الدول الأخرى، ويرى أن الأسواق في حالة فوضى بسبب انفلات الأسعار مؤخراً، وقال: لا يوجد مبرر لارتفاع أسعار أغلب مواد البناء باعتبار أنها من الإنتاج المحلي، وتابع: لا يمكن أن ترتبط بالعملات الأجنبية كما يشاع بين معظم التجار.