الرئيس اليمني يسلم السلطة لمجلس رئاسي مع سعي السعودية لإنهاء الحرب

أقال الرئيس اليمني نائبه المثير للجدل يوم الخميس وفوض سلطات الرئيس إلى مجلس قيادة في خطوة ساندتها السعودية، مما أزال بعض العقبات أمام الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحياء المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.

وأعلنت الرياض عن مساعدات مالية بقيمة ثلاثة مليارات دولار للحكومة المدعومة من السعودية بعد إعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما دعت إلى إجراء محادثات مع الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يقاتلون تحالفا تقوده السعودية.

وفي انفراجة كبيرة، اتفقت الأطراف المتحاربة في اليمن على هدنة لمدة شهرين بدأت يوم السبت، وهي الأولى منذ عام 2016. كما خففت الهدنة من حصار التحالف للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون الذين أطاحوا بحكومة هادي من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.

وقال هادي الذي يقيم في الرياض للتلفزيون الرسمي “أُفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضا لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”.

ونائب الرئيس المقال علي محسن الأحمر، قائد عسكري سني ذو ميول إسلامية، أثار استياء الحوثيين الشيعة بسبب الحملات العسكرية السابقة في معقلهم الشمالي، وكذلك الجنوبيين لدوره القيادي في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1994.

وتولى هادي رئاسة الدولة المتداعية في عام 2012 في خطة انتقال سياسي دعمتها دول الخليج بعد احتجاجات الربيع العربي في عام 2011 التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح الذي قتل في وقت لاحق.

وحثت الرياض “مجلس القيادة الرئاسي على البدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل”.

وقال جريجوري جونسون العضو السابق في فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن على تويتر‭‭ ‬‬”هذه محاولة.. ربما محاولة أخيرة لإعادة تشكيل ما يشبه الوحدة داخل التحالف المناهض للحوثيين. المشكلة هي أنه من غير الواضح كيف يمكن لهؤلاء الأفراد المتنوعين، وكثير منهم لديهم آراء متعارضة تماما، العمل معا”.

وظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تسجيل فيديو بثته وسائل إعلام رسمية وهو يجتمع مع المجلس الجديد المكون من ثمانية أعضاء ويرأسه رشاد العليمي.

بعد أن احتفلت جنيف في عام 2020 بمرور 75 عاما على نشأة الأمم المتحدة وبانقضاء مئة عام على تأسيس عُصبة الأمم، يثور التساؤل حول قدرة هذه المنظومة…

والعليمي مقرب من حزب الإصلاح الإسلامي العمود الفقري لحكومة هادي الذي لا تثق به الإمارات العربية المتحدة الشريكة في التحالف.

ومن بين نواب الرئيس، عيدروس الزبيدي، زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو جماعة انفصالية. والزبيدي مدعوم من الإمارات.

* مساعدة اقتصادية

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف ودمرت الاقتصاد ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة. وأدى انخفاض قيمة الريال في الجنوب الذي تسيطر عليه الحكومة إلى عجز كثيرين عن شراء السلع الأساسية.

وقال بيان نشرته وسائل إعلام سعودية حكومية إن كلا من المملكة والإمارات العربية المتحدة، شريكتها في التحالف، ستضخ مليار دولار في البنك المركزي اليمني، كما ستقدم الرياض مليار دولار إضافي لدعم المشتقات البترولية وجهود التنمية.

وتسعى الرياض، التي أودعت آخر مرة أموالا في البنك المركزي في عدن في 2018، للخروج من الصراع المكلف والذي لا يحظى بتأييد شعبي، ويُنظر إليه على نطاق واسع في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

وقالت الرياض إنها ستمنح 300 مليون دولار للمساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة التي جمعت في مارس آذار أقل من ثلث المبلغ المطلوب وقدره 4.27 مليار دولار.

وتضغط الأمم المتحدة من أجل مفاوضات سياسية شاملة لإنهاء الصراع الذي تتنافس فيه عدة فصائل يمنية على السلطة.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.