قد يكون تناول الأطعمة المتبقية من الأيام السابقة بمثابة خيار مثالي لتوفير الوقت والجهد وحل رائع لمنع هدر الطعام، لكن هل تساءلت من قبل إذا ما كانت تلك الأطعمة التي تعيد تسخينها آمنة للأكل بعد ساعات طويلة من تحضيرها؟
صحيح أنها قد تحافظ على بعض من مذاقها وشكلها الشهي، لكن حفظها في الثلاجة لا يعني بالضرورة أن قيمتها الغذائية آمنة للاستهلاك في اليوم التالي.
لسوء الحظ، إعادة تسخين أطباق معينة قد يعرضك لخطر التسمم الغذائي أو ما هو أسوأ في بعض الحالات. فيما يلي نستعرض بعض الأطعمة التي لا يجب إعادة تسخينها أبدا لأسباب تتعلق بالصحة وسلامة الاستهلاك.
البطاطس قد تصيبك بالمرض
توضح صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن مشكلة إعادة تسخين البطاطس ليست في الواقع في اختيارك لعملية تسخينها إما في الميكرويف أو الفرن.
إذا تُركت البطاطس المطبوخة لتبرد في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة، فقد تبدأ البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي في التكاثر عليها.
وكذلك لا تؤدي إعادة التسخين دائما إلى تسخين البطاطس بدرجة حرارة عالية بما يكفي لقتل تلك البكتيريا، حتى لو بدا الطبق ساخنا كفاية.
وبالتالي إذا لم تضع البطاطس في الثلاجة بعد التقديم مباشرة، فلا تخاطر بالتسمم الغذائي بتناولها في اليوم التالي.
لا تُعِد تسخين الدجاج
بالرغم من ميل الكثيرين لإعادة تسخين اللحوم في اليوم التالي، فإن هذا الأمر قد يعرّض صحة أسرتك للخطر.
صحيح أن الدجاج المعاد تسخينه لن يؤدي بالضرورة للتسمم الغذائي، إلا أن إجراء العملية بالشكل الصحيح لضمان خلوه من أي أضرار أمر صعب.
وتوضح ليديا بوختمان، المتحدثة باسم مجلس معلومات سلامة الغذاء الأسترالي، أنه من الناحية الفنية لا بأس في إعادة تسخين الدجاج.
ومع ذلك، يجب التأكد من وصول كل جزء من الدجاج لدرجة حرارة لا تقل عن 175 درجة فهرنهايت (79 درجة مئوية) لضمان قتل البكتيريا الخطرة التي تتكاثر في أنسجة اللحم عند برودته.
الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي باستخدام مقياس حرارة للطهي.
علاوة على ذلك، يجب التأكد من الاحتفاظ بالدجاج المطبوخ في حرارة أقل من 42 درجة فهرنهايت (5 درجات مئوية) إذا كنت تخطط لإعادة تسخينه في اليوم التالي. كما يجب التخلص من أي دجاج مطبوخ موجود في الثلاجة منذ أكثر من 3 أيام.
البيض من اليوم السابق يهدد معدتك
إذا كان صحنك من البيض قد برد بحلول الوقت الذي أنهيت فيه اتصالا هاتفيا طارئا، فلا بأس في إعادة تسخينه في الميكرويف لمدة دقيقة أو دقيقتين.
ومع ذلك، تنصح إدارة الغذاء والدواء الأميركية بأن إعادة تسخين البيض الذي تم تركه لساعات قد يكون خطيرا على صحة الجسم.
وتوضح الإدارة أنه لا يجب ترك البيض أو الوجبات التي تحتوي على البيض خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين في الجو المعتدل، أو أكثر من ساعة في الطقس الحار. وهذا يعني أنه ليس من المقبول في كل الأحوال إعادة تسخين طبق أحد مكوناته البيض في اليوم التالي.
وتكمُن الخطورة في أنه يمكن أن تتكاثر البكتيريا مثل السالمونيلا بسرعة في أطباق البيض، ما يؤدي لتسمم غذائي خطير يهدد الصحة وسلامة المعدة والجهاز الهضمي.
هذه هي كمية البيض المناسبة لصحة القلب، التي يمكن تناولها أسبوعيًا
لا يجب ترك البيض أو الوجبات التي تحتوي على البيض خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين في الجو المعتدل (شترستوك)
خطورة تسخين الأرز
وفقا لموقع بي بي سي، يمكن أن يتلوث الأرز المطبوخ ببكتيريا تسمى “باسليس سيريوس” (Bacillus cereus) الخطيرة على الصحة والجسم عند تناولها.
وبالرغم من أن تلك البكتيريا يمكن إبطال تأثيرها بتعريضها للحرارة الشديدة، فإنها في الوقت نفسه يمكنها تكوين الأبواغ السامة في الأرز البارد، والتي عادة ما تكون مقاومة للحرارة.
لذلك يُنصح بتناول الأرز المطبوخ في أسرع وقت ممكن دون تركه لساعات في درجة حرارة الغرفة. وفي حال كان عليك إعادة تسخين الأرز، فتأكد من أن كل جزء من الطبق قد تعرّض لدرجة حرارة عالية للغاية.
يمكنك التأكد من ذلك بوضع صحن من الأرز البارد لتسخينه في الميكرويف لدقيقة أو دقيقتين، ثم إخراجه وتقليبه جيداً وإعادة وضعه في الميكرويف لدورة أخرى من التسخين.
الوجبات التي تحتوي على الفطر
وفقًا للإندبندنت والمجلس الأوروبي للمعلومات الغذائية، فإن إعادة تسخين الفطر تُعد خطأ كبيرا، إذ يحتوي الفطر على بروتينات يمكن أن تتلف بسبب الإنزيمات والبكتيريا إذا لم يتم تخزينها بشكل صحيح.
ومن سوء التخزين: ترك الوجبات التي تحتوي على الفطر في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة لحين برودته تماما. وعند إعادة تسخين واستهلاك الفطر القديم يمكن أن يسبب لك آلامًا في المعدة.
إذا كان عليك حقًا إعادة تسخين الفطر، يوصي مجلس المعلومات الغذائية الأوروبي بتسخينه إلى 158 درجة فهرنهايت (70 درجة مئوية) على الأقل.
الأطعمة ذات الخضروات الورقية الخضراء
هناك 3 من المكونات من بين أكثر الأطعمة الصحية خطورة عند إعادة تسخينها ضمن وجبات الطعام المحفوظة من اليوم السابق، وهي السبانخ والكرفس والبنجر.
ووفقاً للمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض، يمكن أن تتسبب الحرارة في إطلاق هذه الخضروات بالتحديد لمواد مسرطنة عند إعادة تسخينها.
لذلك من الضروري تناولها طازجة في كل مرة لحماية صحتك وصحة عائلتك.
وبشكل عام ينبغي تجنُّب تسخين أي خضروات ورقية، ويوضح موقع “إنسايدر” (Insider) أن النترات الموجودة في السبانخ مثلاً يمكنها أن تتحول إلى نترات ثم نيتروزامين عن طريق إعادة التسخين.
بعض تلك النيتروزامين مسرطنة ويمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على حمل الأكسجين للخلايا.
لذلك في المرة المقبلة التي تشعر فيها بالحماس لتسخين وجبات اليوم الماضي وتُرح نفسك من الطهي، فكّر أولاً فيما إذا كانت الوجبة صحية لجسمك أم قد تصيبك بالألم والأضرار لاحقا.
الجزيرة