سودافاكس ـ بالرغم من عمليات النهب المسلح التي تمت في العاصمة نتيجة الإنفلات الأمني الذي تعيشه الخرطوم ، وكان ابطالها بعض المنتمين للحركات المسلحة الذين ان كانوا يستغلون انتمائهم او ينتمون زيفاً لها بعد ان اصبح الزي العسكري والرتب العسكرية تباع في الاسواق ، إلا أنه مازالت بعض قيادات الحركات تنفي اشتراك قواتها في عمليات جرائم الاعتداء على المواطن من قتل ونهب وسرقات .
وكانت شرطة محلية المتمة قد ألقت القبض على ضابط برتبة عميد ينتمي الي احدى الحركات المسلحة عبر كبري المتمة شندي بعربه بها عدد من افراد الحراسة برتب مختلفة وبعد ان وصلت معلومات للاستخبارت العسكرية والتي ابلغت الشرطة تم القبض عليه وعند وصلوله للقسم ، اول ما قام به هو الاتصال برتبة اعلى منه حتى يشفع له عند الشرطة، ولكن افراد الشرطة رفضوا ان يستقبلوا المتحدث الذي اتصل به المتهم ، وفي نهاية الأمر أقر بانتحاله للشخصية وارتداء زي برتبة مزورة ، وتم تسليمه الى الاستخبارات العسكرية.
،لكن اتصال المتهم برتبة اعلى منه يكشف ان انتحاله للشخصية تم بعلم الشخص الذي استنجد به او ان الاخير ايضا منتحل رتبة لواء او فريق ، وهذا يؤكد أن القضية اكبر من الاحداث التي تمت ، لانها تكشف مدى الفوضى وسط هذه القوات.
وبالامس ايضا تناقلت الاخبار ان تاجر بشرق النيل تم اختطافه من قبل عصابه تتبع لاحدي الحركات بعد ان اشهر له الضابط بطاقه الانتماء للحركة وطلبوا منه الترجل من مقعد القيادة ، و اجلسوه بالمقعد الخلفي وقادوا سيارته و ذهبوا به بعيدا ، بعدها طلبوا منه تحويل مبلغ مليار جنيه في حسابهم واثناء استخدامه للهاتف تواصل مع شقيقه الذي ابلغ الشرطة ولأنه لابد من تحويل المبلغ من بنكك الى كاش ، فعند وقوفهم في نقطة معينه ، تمت مداهمتهم من قبل الشرطة واهالي المختطف ، وانتهت المداهمة بإصابة عدد منهم وراح ضحيتها مواطن وتم القبض على المتهمين .
لكن بالرغم من ذلك ابدى القيادي بالجبهة الثورية ورئيس الجبهة الثالثة (تماذج) قطاع جلهاك، محمد أسماعيل زيرو، أسفه الشديد على الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد وأشار في حديثه لـ (الجريدة) أن الأوضاع الأمنية قد بدأت تأخذ أشكال مختلفة، لافتاً إلى ان العصابات ومن وصفهم بالمجرمين دائماً ما يدعون بأنهم ينتمون لاحدى الحركات المسلحة وأعلن زيرو عن تأييدهم لقرار مجلس الأمن والدفاع الذي نص على مكافحة التفلتات الأمنية من خلال تفويض القوات المسلحة من أجل حسم مظاهر هذه التفلتات أو السلوك غير المنضبط للقوات الأخرى، وأقر بأن هناك بعض الافراد بقوى الكفاح المسلح خارجين عن سيطرة القيادة وغير منضبطين من خلال حمل السلاح وارتداء الأزياء العسكرية. ونوه زيرو إلى أن حركته هي أول من أخرجت قواتها من المدن حتى لا تحدث أي بلبلة وزعزعة .
وأضاف أن كل من تم القاء القبض عليه ويحمل بطاقات الحركة فانه لا ينتسب لها بسبب أن تلك البطاقات مزورة ،وطالب زيرو بأهمية محاسبة جميع المتورطين في أي من الأحداث وتقديمهم لمحاكمات عادلة، وأعلن عن رفضهم لأي عملية تهدف لنهب المواطنين أو ترويعهم ، وحذر من تمدد عصابات تسعة طويلة بالخرطوم والبلاد نظراً لتزايدها يوماً بعد يوم.
لكن أسف زيرو لايفيد في شيء بالرغم من حديثه الجدي عن التزامهم بقرار خروج القوات من المدن ، واقراره بوجود بعض الخارجين عن القانون من الافراد المنتمين للحركات، و لايجدي الأسف لأن ماحدث ويحدث نتيجة انفلات تسعة طويلة حركات ، راحت ضحيته عدد من الأرواح وتم بموجبه نهب الاموال والممتلكات ونشر الخوف والرعب وسط المواطنين بالعاصمة الخرطوم.
كما ان هذه الظاهرة الخطيرة تكشف ان الحركات المسلحة ادخلت قواتها الى الخرطوم لكنها تفقد سيطرتها على هذه القوات فقيادات الحركات المسلحة نفسها لاتعرف من المنتمين اليها ومن هم الذين ينتحلون شخصية الضباط والافراد في صفوفها ، فهذه كارثة بعينها ، كما ان الانفلاتات بزي الحركات المسلحة لم تبدأ بهذه الاحداث التي حدثت مؤخرا ، وربما لاتنتهي بها.
فالظاهرة بدأت قبل شهور واستمرت بالتنامي ، فلم تقم هذه الحركات بأي اجراءات تصحيحية وسط افرادها ولم تصدر قرارا واحدا يؤكد جديتها للحد من الظاهرة ، فقادة الحركات لم يقوموا بعمليات احصاء جديدة او محاكمات ومحاسبة لافرادها ، ولا بوضع خطط وبرامج لاعادة تأهيلهم وتدريبهم للعيش في مدن سكانية آمنه وضرورة التفريق بين مناطق الحرب والسلم ، ولم نسمع بواحد من قادة الحركات يلتقي قواته ليحدثهم عن ضرورة الالتزام ببنود اتفاقية السلام ، فحديث زيرو عن وجود منتمين للحركات خارجين عن القانون هو حديث خطير فكم عددهم ، وكيف يمارسون حياتهم اليومية في العاصمة الخرطوم وماهي عدد الجرائم التي ارتكبوها ، ومن المسئول عنهم ، وهل مازالوا في صفوف الحركات ام انهم انضموا الي العصابات التي تمارس جرائمها يوميا ، وهل هناك اوكار لتسعة طويله حركات ام انهم يعيشون وسط القوات يأتمرون بأوامر القائد نهارا ويمارسون عملهم خارج القانون ليلا !!
طيف أخير :
وطني … سيأتي اليوم الذي تكون فيه امانيك واقع وهمومك ذكريات