5 أسئلة وأجوبة عن التصعيد الجديد بين إثيوبيا والسودان

صعّد وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، من لهجته تجاه السودان، واصفا علاقات البلدين بـ”غير الجيدة”.

واتهم ميكونين، في تقرير قدّمه لمجلس النواب، السودان بفتح أراضيه لمقاتلي جبهة تحرير تيغراي، لشن هجمات على الجيش الفدرالي الإثيوبي، معتبرا الأمر بمثابة “إعلان حرب”.

ما أسباب توتر علاقات السودان وإثيوبيا؟

تسلل الفتور إلى علاقات السودان وإثيوبيا، إثر تنازعهما على منطقة الفشقة شديدة الخصوبة، زد على ذلك تباينهما الواضح بشأن إدارة ملف سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على مقربة من الحدود السودانية.

وكاد البلدان يدخلان في مواجهات عسكرية مسلحة، بعد حشود عسكرية للطرفين على جانبي الحدود في عام 2021.

وبسط السودان سيطرته على منطقة الفشقة بدايةً من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 فيما يسميه “إعادة انتشار” لقواته داخل الحدود.

في المقابل، تصف إثيوبيا تحركات الجيش السوداني بأنها احتلال لأراضٍ إثيوبية، أثناء انشغال الجيش الفدرالي في معارك طاحنة ضد متمردي تيغراي.

وبشأن سد النهضة، ترفض إثيوبيا اشتراطات السودان ومصر بشأن ملء وتشغيل الخزان، بدعوى أحقيتها في تشييد المشروعات المائية الضرورية، دون الاحتكام للاتفاقيات المبرمة في حقبة الاستعمار، وهو ما تعده الخرطوم والقاهرة محاولة للتحكم في مياه النيل.

لماذا لجأ الوزير الإثيوبي إلى التصعيد ضد السودان في هذا التوقيت؟

تجيء تصريحات وزير خارجية إثيوبيا، بينما يتزايد التوتر بين السلطات في أديس أبابا وأسمرا من جهة، وقوات جبهة تحرير تيغراي من جهة أخرى.

وتلقى رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه، محمد حمدان (حميدتي)، قبل أيام، رسائل خطية من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، تتصل بعلاقات البلدين.

يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الدولية، علي ميرغني، إن تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي يجب قراءتها مع التصريحات الإريترية القائلة بوجود تجهيزات من جبهة تيغراي للسيطرة على منطقة (الحمرة)، تمهيدا للتحرك صوب العمق الإريتري.

وتكمن أهمية (الحمرة)، حسب ميرغني، في تموضعها على مقربة من حدود الدول الثلاث (السودان، إثيوبيا، إريتريا)، وطبيعتها التي تسهّل تحركات الجيوش، ما دفع التيغراي للإعلان عن اتخاذها نقطة محورية لفك الحصار الذي يفرضه عليهم الجيش الإثيوبي، ومن ثَم الانطلاق لمهاجمة الجيش الإريتري المتحالف مع الجيش الفدرالي الإثيوبي.

لماذا تتكرر الاتهامات الإثيوبية للسودان بإيواء مقاتلي جبهة تيغراي؟

منذ نشوب أزمة الفشقة، تكاثرت الاتهامات الإثيوبية للسودان بإيواء وتدريب مقاتلي عناصر جبهة تيغراي. ولكن اتهامات ديميكي ميكونين، تُعد السابقة الرسمية الأولى، في هذا السياق.

وتوقّع مصدر بوزارة الخارجية السودانية، طلب عدم ذكر اسمه، أن يرد الوزير المكلف على الجانب الإثيوبي، خلال مؤتمر صحفي مقرر بعد ظهر الخميس.

وقال للجزيرة نت، لن يكون الرد بعيدا عن بيان الخارجية بشأن تهم شبيهة ساقتها سابقا إذاعة (فانا) الإثيوبية للحكومة السودانية.

ودرجت الخرطوم على نفي الاتهامات لها بدعم وإيواء قوات جبهة تحرير تيغراي، ودعت في وقتٍ سابق أديس أبابا للكف عن إطلاق اتهامات جزافية ضدها من دون أدلة.

وفي الاتجاه ذاته، استبعد السفير السابق الرشيد أبو شامة، تورّط السودان في أي نوع من الأنشطة المعادية لإثيوبيا.

لكنه، وهو الخبير الدبلوماسي، عاد وطالب في حديثه مع الجزيرة نت، بضرورة إحكام العمل الاستخباري بين البلدين، وكشف أي مخططات تستهدف تعكير صفو علاقاتهما، مع أهمية مراقبة دخول اللاجئين الإثيوبيين لمنع تسلل المقاتلين في صفوفهم.

ويحتضن شرق السودان، مخيمات تضم عشرات آلاف اللاجئين الإثيوبيين الفارين من أتون الحرب في الجارة الشرقية للسودان.

هل لتصريحات الوزير الإثيوبي علاقة بالملء المنتظر لسد النهضة؟

تجيء تصريحات وزير خارجية إثيوبيا، بينما “سرت أنباء عن دخول دول حوض النيل الشرقي (السودان ومصر وإثيوبيا) في مفاوضات سرية حول سد النهضة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، بوساطة من أبو ظبي”، حسب الصحفي ميرغني.

ولفت ميرغني إلى “ضرورة الانتباه للحضور الإماراتي في أزمة الفشقة وسد النهضة”، محذرا من إمكانية إبرام تسوية لصالح إثيوبيا ومصر على حساب المصالح السودانية.

وأشار الصحفي المختص بالشأن الدولي إلى أنباء عن إدخال مثلث حلايب المتنازع عليه في جولة المفاوضات الجارية حاليا.

وسبق أن طرحت الإمارات مبادرة لحل الأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا، عبر صيغ استثمارية تعود بالمنفعة على كافة الأطراف (السودان وإثيوبيا والمستثمرين).

هل يمكن أن تنزلق الأوضاع إلى مربع الحرب؟

يعتقد الباحث في شؤون القرن الأفريقي، حسن النور، أن تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي، تعطي مؤشرا خطيرا بإمكانية انزلاق الأوضاع بين البلدين لصراع عسكري مسلح.

وقال النور للجزيرة نت، إن دخول السودان وإثيوبيا وإريتريا، في الحرب، سيدفع الثالوث إلى تجاوز أزماتهم الداخلية عالية الوتيرة بحشد المواطنين للمدافعة عن بلادهم ضد عدو خارجي.

وأشار النور إلى سبب ثانٍ يدفع أديس أبابا لشن حرب على السودان، متمثل في فقدانها لأراضي الفشقة الزراعية الغنية.

وبرأي الباحث، فإن على كافة الأطراف ضبط النفس والابتعاد عن تأثيرات الأطراف الخارجية لجعل الحدود منطقة لتبادل المنافع الاقتصادية، بدلاً من أن تكون محلا للصراعات المباشرة والصراعات بالوكالة.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.