يسألونك عن الأستاذ علي كرتي فقلت لهم مجتهداً في الإجابة:
في الستينات حين كان الزمان (ولعٌ بالمنكرِ) كما يقول المجذوب كان صبيان السودان زغب الحواصل يبحثون عن فكرة وعن إمام، وللأسف فقد تنكب الكثير منهم الطريق فاختاروا أئمة الضلال والأنبياء الكذبة. إلا أن الله رعا خيارات الكثيرين وفي طليعتهم علي كرتي الذي اختار منذ المدارس الوسطى محمداً إماماً واختار شعاره الوضئ (قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى ۖ وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ)
ومنذ ذلك اليوم لم يكن العمل الإسلامي عند علي وإخوته نافلةً ولا فضول أوقات، بل كان فرض عين منحوه مواهبهم وأعراضهم وكرائم أوقاتهم وحلال أموالهم، حتى حار الناس في التمييز ما بين الوظيفة والرسالة.
واذا تسائل الناس لماذا شغلت شخصية الرجل وحواره المواقع العامة والخاصة والاعلام الداخلي والخارجي هذه الأيام؟ فيعود ذلك لسبعة رايات من السمات والميزات.
– الراية الأولى أنه حين كان قيادياً باتحاد الجامعة نقل العمل الطلابي والشبابي من ترف الأركان إلى رهق الميدان.
– الراية الثانية أنه حين عمل بالمحاماة شاع عنه أنه لم يسأل قط مظلوماً عن أجرٍ أو أتعاب.
– الراية الثالثة أنه حين هاجر في سبيل الوظيفة أُشتهر عنه أنه كان يستدين فوق راتبه ليحل أزمات وضوائق الأقارب والأغراب في المهاجر.
– الراية الرابعة أنه حين اقتحم مجال الاستثمار والأعمال أذهل أبناء جيله بالمشروعات والصدقات والغوث الخفي.
– الراية الخامسة أنه حين شتغل بالقانون مستشاراً ووزيراً جمله بالعدل والاجتهاد والتخصص وما زال يفعل.
– الراية السادسة حين أُختير الرجل بالتكليف المر إدارة المدافعة والجهاد بالدفاع الشعبي في سبيل وطن الشرف والعزة نقل التجربة من قيد البندقية إلى رحاب القضية.
– والراية السابعة أنه حينما تقلد الخارجية أعاد لها النخوة والمؤسسية والفاعلية والرسالية، فنال احترام الداخل والخارج وجعل السودان رقما صعباً رغم المقاطعة والكيدِ والمؤامرات حتى وقفت الخرطوم تحت شمس المجد والكبرياء مباشرةً.
الوان ديلي