في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية، قالت الكاتبة شيرا أوفيد إن هناك إعدادات كثيرة في هواتفنا قد لا نستعملها أبدا.
وتقدم الشركات، بما في ذلك آبل (Apple)، هذا الأسبوع خيارات جديدة لجعل أجهزتها تبدو رائعة ومُحسّنة، من بينها محو الرسالة النصية التي تندم على إرسالها، بينما سيتمكن حاسوب ماك من استخدام كاميرا الآيفون لإجراء مكالمات الفيديو، وسيصبح في مقدورك تغيير لون إحدى أيقونات تطبيقات أندرويد (Android) لتتناسب مع شاشة هاتفك.
ولكن لن تستخدم الغالبية العظمى من الناس هذه الميزات. وقد صرّح أحد خبراء التكنولوجيا بأن نسبة صغيرة فقط من الأشخاص يقومون بتعديل الخاصيات الأصلية لأجهزتهم أو برامجهم، كما أن معظم الناس يتجنبون العبث باستمرار بإعدادات الميزات الرائعة للهواتف وأجهزة التلفزيون وأجهزة الحاسوب المحمولة.
3 أسباب لزيادة الميزات غير المستخدمة
لماذا تستمر الشركات إذًا في إضافة ميزات لا تنفع سوى عدد قليل من الأشخاص، وهل هناك طريقة أفضل لتصميم المنتجات؟
حدد كليف كوانغ، وهو مصمم في مجال صناعة التكنولوجيا ومؤلف كتاب عن تاريخ تصميم المنتج، 3 أسباب وراء تزايد هذه الميزات باستمرار.
أولا: أن الشركات تضيف هذه الخيارات لأنها تساعدها في تسويق منتجاتها على أنها جديدة ومثيرة.
ثانيا: أن المنتجات التي يستعملها ملايين المستخدمين يجب أن تجذب الأشخاص باختلاف احتياجاتهم على نطاق واسع، كما أننا نندهش بالخيارات التي تبدو رائعة ولكن لا يمكننا أو لا نستطيع استخدامها.
ثالثا: عدم قدرة المستخدمين على التمييز بين “ما يبدو جيدا وما يحتاجون إليه بالفعل”.
وغالبا ما يتذمر التقنيون من أنهم لا يوفقون دائما في تصميم المنتج، إذ يطالب المستخدمون المخلصون بالمزيد والمزيد من الخيارات التي غالبا ما تكون غير منطقية بالنسبة لما هو متعارف عليه. وهذا أحد الأسباب التي تجعل التكنولوجيا غالبا تبدو كما لو أنها صنعت من أجل 1% من المتعصبين الرقميين وليس لبقية العالم.
وأشارت الكاتبة إلى أنه في حال حاولت الشركات تقليص الخيارات قليلة الاستخدام أو تغيير أي شيء سبق أن اعتاده الناس، فإن بعض المستخدمين سيكرهونه.
وقال ستيفن سينوفسكي، المدير التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت (Microsoft)، إن مراجعة البرامج المستخدمة على نطاق واسع مثل ويندوز (Windows) كانت بمثابة طلب البيتزا لمليار شخص حول العالم.
وقال كاتب التكنولوجيا في “ذا نيويورك تايمز ماغازين”، كلايف طومسون، إن الشركات يجب أن تقرر مسبقًا مجموعة الميزات التي تريد العمل عليها والتوقف فور تحقيق ذلك، مشيرا إلى أن إنستغرام (Instagram) مثلا منتج يزداد سوءًا كلما زادت الخيارات المضافة إليه.
وأضافت الكاتبة أنه لا يمكن أن تظل المنتجات كما كانت في الماضي، وقد تكون بعض الميزات، مثل خاصية خدمات الطوارئ تلقائيًا في حوادث السيارات، مفيدة حتى لو لم يتم استخدامها بشكل متكرر، لأنه من الصعب معرفة أي من الوظائف الإضافية قد تكون مفيدة للمستخدمين.
كيف تستعد للتغييرات على هاتفك؟
بغض النظر عما إذا كانت جميع الميزات مفيدة أم لا، فإنك ستستخدم قريبا البرامج الحديثة لهاتفك. تحدّث برايان تشين، كاتب العمود الخاص بتكنولوجيا المستهلك في صحيفة نيويورك تايمز، عن كيفية الاستعداد لهذا التغيير. واستعرض الكاتب التغييرات الجديدة هذا الخريف على الهواتف الذكية ضمن تحديثات نظام التشغيل الخاص بآبل وغوغل.
من أجل الاستعداد لذلك ينصح الكاتب، أولا، بعدم تثبيت أي إصدار تجريبي مبكر من البرامج المتاحة حاليا، لأن هذه الإصدارات غير المكتملة من أنظمة التشغيل لا تزال قيد الفحص بحثا عن عيوب.
ولكن إليك كيفية تهيئة هاتفك لاستقبال أنظمة التشغيل الجديدة عندما تصبح جاهزة:
انسخ بيانات هاتفك احتياطيا إلى جهاز آخر، مثل جهاز حاسوب الخاص بك، أو إلى خدمة تخزين سحابي، وسيساعدك ذلك على تجنب وقوع كارثة في حال حدوث خطأ ما عند تحديث برنامج هاتفك.
قم بإيقاف تشغيل التحديثات التلقائية. اذهب لإعدادات هاتفك واختر “تثبيت تحديثات البرامج تلقائيا بعد وقت النوم”، وقم بتعطيل هذه الخاصية.
وفي الخريف، يجب اتباع نهج الانتظار والترقب لتقييم ما يقوله الآخرون عبر الإنترنت حول أي أخطاء رئيسية قد تظهر.
وعادة ما تكون المنتجات الجديدة غير كاملة في اليوم الأول، لذا قم بتثبيت نظام التشغيل الجديد يدويا عندما تكون واثقا من أنه لن يضرّ هاتفك.
اغتنم الفرصة للقيام ببعض التنظيف الرقمي وحذف التطبيقات التي لم تعد تستخدمها والملفات التي لم تعد بحاجة إليها، ففي بعض الأحيان، تَشغَل أنظمة التشغيل الجديدة مساحة أكبر من سابقاتها، لذا من الأفضل إجراء بعض التنظيف مسبقًا لضمان بداية جديدة.
الجزيرة