سودافاكس ـ مع اقتراب فصل الخريف تعيش الخرطوم حالة من التدهور البيئي بكافة المحليات والأسواق، وسوف ينعكس ذلك التدهور بشكل سلبي على الصحة، نتيجة لانهيار النظام الصحي، والبيئي بالمستشفيات، وانعدام الأدوية .
أكوام النفايات
وتعيش أسواق الولاية تحت أكوام من النفايات المتعفنة، وبقايا المطاعم، رغم مرور عربة النفايات بشكل يومي
وشكا تجار بسوق ليبيا أبو زيد من تراكم النفايات وسط محال بيع الأطعمة والخضر والفاكهة، وقالوا: إن هناك مشكلة يتسبب فيها عمال البيادة الذين يقومون بنبش النفايات، وعدم جمعها بصورة سليمة، ويعتمدون على جوالات وأكياس بالية لا تحتفظ بالنفايات ولا يستطيعون نقلها من خلال تلك الجوالات، ما يجعلها تتناثر دون إعادة جمعها مرة أخرى، وأضاف الطيب بائع فواكه بـ(أبوزيد) إن هناك فوضى كبيرة داخل المواقف بالسوق ما يصعب على عربة النفايات الدخول والخروج بصورة سلسة، الأمر الذي يجعل العربة تقف بالشارع الرئيس على أن يقوم العمال بجمع النفايات ونقلها إلى العربة، إلا أن هذه العملية غير عملية، نتيجة لعدم توفر المعدات اللازمة، وأضاف إن المواطنين والتجار -أيضاً- يعانون من وجود صندوق النفايات أمام محلاتهم ولا تهتم المحلية بنقله بصورة يومية ما يجعل هناك تكدساً وانبعاثاً للروائح الكريهة .
سلع فاسدة
ويعيش سوق (6) الحاج يوسف أسوأ أنواع الانهيار البيئي، وتراكم النفايات، فضلاً عن غياب المحلية في عمليات الرقابة والكروت الصحية، في عمليات بيع اللحوم الحمراء والبيضاء، وتعاني الملاحم من انتشار أسراب الذباب والروائح الكريهة، وانتشار المنتجات منتهية الصلاحية، والتي يتجه إليها المواطن لانخفاض أسعارها ولا يعلم أنها منتهية الصلاحية، وشاهدت (الصيحة) بعض المحال التي تقوم ببيع البيض الفاسد وجمعه في أكياس بلاستيكية صغيرة بسعر أقل، وتباع أكثر من ثلاث حبات بسعر (200) جنيه، بدلاً من السعر الحقيقي وهو حبة واحدة (150) جنيهاً، والملاحظ الإقبال الكبير على البيض الخاسر من قبل ربات البيوت، إلى جانب بعض اللحوم مجهولة المصدر .
بينما تمتلئ مصارف مياه الخريف التي تتوسط السوق الشعبي أم درمان بالمياه الراكدة المختلطة بالأكياس والطحالب والنفايات والتي تعد مصدراً لتوالد البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، فضلاً عن توصيل بعض أصحاب المطاعم تصريف المياه الناتجة عنها بالمصرف مباشرة، ما يجعلها تفيض بالقاذورات، ويعتبر السوق الشعبي أم درمان من أكثر الأسواق من حيث تراكم النفايات .
انفجار الصرف الصحي
وفي ذات السياق تعيش منطقة الخرطوم وسط من انفجار في الصرف الصحي، وإغراق الشوارع بالكامل، ابتداءً من منطقة شمال موقف إستاد الخرطوم وحتى امتداد شارع البلدية مع علي عبد اللطيف، فضلاً عن شارع 21 أكتوبر، حتى برج التأمينات، ويأتي الانفجار نتيجة لتأخر عربات الشفط، وسرقة المنهولات، واتجه بعض التجار لدفع مبالغ مالية وتوفير عربة شفط بالجهد الشعبي لتجفيف مياه الصرف الصحي من أمام المطاعم وبعض البقالات والمحلات التجارية، بعد أن فشلت هيئة الصرف الصحي بمحلية الخرطوم من معالجة أزمة الصرف الصحي المتهالك بوسط الخرطوم. وعبر (الصيحة) يناشد المواطنون إدارة الصرف الصحي بضرورة تطهير البيئة والحفاظ عليها، منعاً من انتشار أمراض الخريف في ظل الوضع الصحي الهش وارتفاع أسعار الأدوية وانعدام البعض الآخر منها.