سودافاكس _ طرح البنك المركزي المصري أول عملة بلاستيكية “بوليمر” في السوق المحلية، من فئة عشرة جنيهات. وطُبعت العملة بدار طباعة النقود الجديدة، التي أنشئت في العاصمة الإدارية، وطرحت للتداول بين المواطنين، من طريق 4500 فرع من فروع شبكة البنوك، بأنحاء البلاد.
وتحمل العملة على وجهها الأول تمثال حتشبسوت، لتعكس تقليدياً طابع الهوية الفرعونية للعملات المحلية، بالإضافة إلى وضع صورة مسجد الفتاح العليم، باعتباره معلماً إسلامياً.
وأوضح البنك المركزي أن العملة التي سعى لإصدارها منذ سنوات تتميز بالمرونة والقوة، والسمك الرفيع، ومقاومتها للتلف والماء والأتربة والتلوث، مقارنةً بفئات النقد المتداولة التي تصنع من القطن، مع صعوبة تزييفها أو تزويرها. وفق العربي الجديد
أشار البنك إلى البدء بطباعة العملة فئة العشرة جنيهات باعتبارها الأكثر تداولاً وشعبية، لتواصل العمل في السوق بالتوازي مع العملة الورقية، إلى أن تختفي بالتقادم وعملية الإحلال التي تجري على جميع العملات المتداولة في السوق.
أشار إيهاب المهدي، الخبير المالي وعضو منتدب بشركة أوراق مالية، إلى أن العملة الجديدة، رغم أنها أكثر تكلفة عند إصدارها من العملة الورقية، إلا أنها أقل كلفة على المدى الطويل، حيث يزيد عمرها الافتراضي أضعاف العملة الورقية.
ويتوقع المهدي أن تثير العملة البلاستيكية أجواءً من الشكوك حول استخدامها من جانب العامة، في مراحل التداول الأولى، تتلاشى تدريجياً، مع توقع بزيادة الإقبال عليها، من الطبقة المتوسطة والأجانب.
ولفت إلى أن العملة البلاستيكية متداولة في 30 دولة حول العالم، حيث تفضلها الدول لأنها تزيد من معدلات التداول للعملة، وتحدّ من التزييف أو التزوير للعملات القوية.
وشرح خبير تداول عملات بأحد البنوك الدولية في القاهرة أن “مصر حاولت منذ سنوات، إدخال طباعة النقود البلاستيكية، وحالت دونها جماعات الضغط وأصحاب المصالح، من موردي معدات وخامات طباعة النقود الورقية، وبعض قيادات البنوك التي استوردت ماكينات صرف النقود “ATM” لا يمكن تحديثها لتناسب عمليات العد والفرز والإصدار للعملة البلاستيكية”.
وأكد المصدر أن البنك المركزي اضطر إلى تأجيل المشروع لعدة مرات، رغم ارتفاع تكلفة العملة الورقية، بمعدلات سريعة، خلال السنوات الماضية، إلى أن اتفق مع البنوك على تطوير ماكينات الصرف أو تحديث برامج “سوفتوير” لتتمكن جميع ماكينات الصرف من إصدار العملة الجديدة، بعد طرحها أمام الجمهور.
وتصنع النقود البلاستيكية من مادة البوليمر القوية، صديقة للبيئة.
وكان البنك المركزي قد أعلن في يناير الماضي وضع خطة لطباعة النقود البلاستيكية، في يناير الماضي، بعد سفر مجموعة من خبراء البنك ودار طباعة النقود إلى أوروبا لاختيار ماكينات الطباعة الجديدة.
وأستراليا من أوائل الدول التي استخدمت العملة البلاستيكية، عام 1988. والكويت أول دولة عربية استخدمت العملة البلاستيكية، في طباعة الدينار الكويتي.
وتنتشر طباعة النقود البلاستكية في الصين والبرازيل وإندونيسيا وهونغ كونغ، وكندا ونيوزيلندا، فيتنام وتشيلي وسريلانكا وتشيلي والهند وتايلاند، وفي أفريقيا بنيجيريا وغامبيا وغينيا الجديدة.
ويعتبر الجنيه الإسترليني من أشهر العملات التي بدأت باستخدام البوليمر في طباعته في أوروبا التي حولت عملتها اليورو إلى عملة بلاستيكية تدريجياً. ويتوقع أن تصدر المملكة السعودية عملتها البلاستيكية، خلال العام الجاري.