المهندس هاشم بن عوف : مع كل ما سمعنا حول اسباب غرق المناقل فقد حاولت الوصول لتحليل منطقي مستصحبا أراء وتعليقات المختصين في مجموعات مهندسي الري المختلفة.

بقلم / هاشم ابن عوف

مع كل ما سمعنا حول اسباب غرق المناقل فقد حاولت الوصول لتحليل منطقي مستصحبا أراء وتعليقات المختصين في مجموعات مهندسي الري المختلفة.

و قد ساند الكثيرون ما ذهب إليه دكتور عمر العوض المستشار الأسبق لوزارة الري والذي تم الإستغناء عنه بعد انقلاب 25 أكتوبر وقد سجل مختصراً مفيداً في تسجيل صوتي في أقل من عشرة دقائق يشرح فيه جغرافية المنطقة وبالأخص “هضبة المناقل” وهي هضبة كبيرة جدا من أطراف مشروع المناقل حتى جبل موية يتلقى في مواسم الامطار كميات مهولة من المياه فتنحدر من عليها في شكل سيل جارف ادناه في جميع الاتجاهات. تتلقاه في محيطها مصرف صنع خصيصا لحماية ما يلي الهضبة ويظهر موازيا لمجرى الشوال باللون الأصفر والأحمر في الصورة المرفقة.

واكد دكتور عمر أن للمصرف مهمة اساسية واحدة وهي ان يمثل واقي protective drain من السيل القادم من هضبة المناقل وإعادة توجيه المياه إلى النيل الابيض.

و لهذا الحدث الموسمي تاريخ متكرر استدعي دراسات كاملة لزيادة السعة هو ما حدث الايام الماضية وظل يحدث في الماضي وسيستمر مع الطقس الموغر في التطرف.

استمعت لحديثه عدة مرات ولكي استوعب تماماً ما جاء من أسماء واوصاف قمت بفتح موقع “خرائط قوقل” لتحديد الوصف على صور الأقمار الصناعية، ومن ثمّ علّقت على الصورة التوضيحية وشاركتها مع بروفسير ياسر عباس الوزير السابق بوزارة الري للتأكد انها تعكس نفس فهم د. عمر.

وحسب الحل الذي يراه بروف ياسر لتفادي كسر المصرف وما يليه من مجري الشوّال بسبب اندفاع السيل القادم من هضبة المناقل (كما هو موضّح بالأسهم الصغيرة المقوّسة على أطراف مدينة المناقل) كان من المفترض تعلية طرف الترس المحدد للمصرف باتجاه مجرى الشوّال حيث حدث الهدم لرفع سعة المصرف ليستوعب كامل المياه و توجيهها نحو النيل الابيض.

وذكر البروف وجود دراسة بالفعل لذات الحل جاهزة و بتكاليفها منذ عام ٢٠١٦ لم تنفذ لعدم “وجود” ميزانية من وزارة المالية.

يذكر البروف ان السعة التصميمية للمصرف الان حوالى 0.6 مليون م٣ فى اليوم وان المقترح فى الدراسة زيادة السعة إلى ٣ او ٤ أضعاف.

وفي موضوع ذي علاقة، يتدارس فريق آخر حلول لبقية الأماكن السكنية – الغير متاخمة للمشاريع الزراعية حيث تحيط بها عمليات الري – وتكون في أغلبها مناطق مسطحة . فتناول النقاش حلول الـ well injection أو Storm water drainage dry wells والتي تستوعب الفيضانات الصغيرة والمتوسطة.

وهذا النوع من التصريف يتم بعمل حفر آبار عميقة وضيقة نسبياّ في نقاط معينة على حدود مناطق الكوارث لتصريف المياه و الغرض انها تصل الخزانات الجوفية الطبيعية. وينتقل المهتمون بهذه الدراسة الى البحث في الدراسات السابقة ومن ثم تأكيد جدواها لكل منطقة على حدى. وأشاروا الى اهمية مراعاة جودة التصميم واحترازات السلامة حيث تكمن خطورة كبيرة للأبار الجافة ما لم يتم تحصينها بصورة كافية ومتينة لمنع سقوط الأطفال والمواشي عبر فوهتها والزام متابعة الصيانة والكشف الدوري.

مثل هذه الملفات المتعلقة بحياة البشر يجب اعتبارها اولوية في رصد وتأمين تمويلها من الدولة ويجب أن لا تجد الوزارات المختصة الصعوبة البالغة في اقناع وزارة المالية في وضع ميزانيات للصيانات والاعمال الوقائية حيث أنه بالإضافة للخطوط الحمراء لحفظ الحياة فإن الجدوي الإقتصادية وبمعادلات واضحة ترجح فيها القيمة المادية المبنية على حفظ الأنفس على ثمن الصيانة في المدى القصير والفوري.

تعليق واحد

  1. مع كامل الاحترام يا باشمهندس لخبرتك وخبرة المختصين ولكن في الوقت الحصل فيه الاغراق لم تكن هناك امطار بمكن ان تشكل مثل هذا الطوفان وانا احد ابناء منطقة المناقل .
    لاحظ ان المياه كانت بوتيرة واحدة طيلة حوالي 10 ايام في الوقت الذي سكتت فيه السماء ربما لحكمة الهية لتكشف حجم الجريمة والمؤامرة التي تم تدبيرها لإغراق المنطقة .
    الملاحظة الثانية هي اعتراف وزارة الري بفتح بوابة ترعة المناقل في الوقت الذي تم فيه اقفال باقي البوابات ما جعل ترعة المناقل تتحمل كامل كمية مياه النيل الازرق ( لاحظ ان الاعتراف كان علي صفحة وكالة سونا لفترة قصيرة وبعدها تم حذفه لكن بعض المتابعين التقطوا له سكرين شوت )
    بالنسبة للهضبة التي ذكرتها تقع جنوب المناقل والسيل جاء من جنوب الهضبة وعندما كونت له ساتر عرج علي الشرق ليأتي لقري ام دغينات من جهة الشرق وبعدها عبود وكوقيلا التي قام سكانها بفتح المصرف في خطوة غير مدروسة ولكن كما يقولون الجعان ما بنتظر الملاح فقد كانت المياه طوفان بالفعل واكتسحت كوقيلا والمصرف وشرق المناقل واتجهت بمحاذة الاسفلت او الردمية نحو الطقيع وميجر ود الامين وعندها اتجهت شرقا لتمسح قرية ود اب هجب وود حلاوي وتزيلها من خريطة السودان
    المؤسف في الامر لم نسمع صوت للمسئولين سواء علي مستوي الولاية او المركز طوال ايام الطوفان وعندما بدأت تظهر المعونات الخارجية ظهر الوالي مطالبا بان تكون المعونات تحت ادارته وعندما رفض اصحاب الاغاثة تم تدبير حادث سرقة علي الطريق القومي الخرطوم مدني ونهب قافلة كاملة في مسرحية لا تنطلي علي قاطني مستشفي التجاني الماحي عافاهم الله
    رئيس المجلس السيادي الانقلابي يأتي بعد ان انحسرت المياه والجميل ان استقباله كان بحجم مقامه الانقلابي
    صور الاقمار الاصطناعية أكدت فتح ترعة المناقل في الوقت الذي كانت فيه كل البوابات مقفلة
    هناك الكثير من الشواهد علي ان الامر كان متعمدآ ولو كان عند المسئولين قليل من الحياء والكرامة لكان وزير الري اول من يقدم استقالته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.