الأعدام للذين يسرقون الموتى في حوادث المرور في السودان!

صلاح ابراهيم تانقيس -الوان
أيها الأخوة والأخوات ترددت كثيرا لكي أقنع نفسي في كتابة هذا الموضوع ،لأنه محرج جدا ، ومؤسف جدا ، ومعيب جدا ، ولكن في التهاية وجدت نفسي بأني سأرتكب خطأ فادحا إذا لم أكن صريحا مع قرائي الأفاضل ، ولم أبين لهم ما يحدث لنا كسودانيين أو بالأحري من اللصوص السودانيين الذين هم بعيدين كل البعد عن المعني الحقيقي لكلمة سوداني وماذا تعنيه ، فهم لا يهتمون كثيرا بالسرقة ومن يسرق ، بل يقدسونها حتي ولو كانت سرقة أموات أو مصابين يحتاجون الي العناية الطبية والمعالجة السريعة وليس اي شيء آخر ، هؤلاء اللصوص ليست لديهم أية ثقافة تغفر لهم أو تبين لهم معني أن تسرق ميتا ، لأنهم رغما عن الشياكة والأناقة التي يلتفون بها ، لم يذهبوا الي الدول العربية أو الخليجية أو الغربية أو الأفريقية أو بقية دول العالم ليعملوا أو يتعلموا أو يتعايشوا ، ولم يساهموا مع زملائهم السودانيين بالخارج في نمو تلك البلدان الجميلة ، المليئة بالمجتمعات المتعددة والمختلفة ، والتباشير الأخري ، ويوضحوا للجميع ما هو الانسان السوداني ،وطبيعته وتركيبته ، وأمانته ووضعيته التي صارت يضرب بها الأمثال خاصة في دول الخليج ،والدول العربية ، ودول الغرب والدول الامريكية والافريقية ، وبقية دول العالم ، وصارت لنا جاليات نظيفة ومقدرة في كل بلدان العالم أذهلت سكانه بالاحترام والتقدير الذي تكنه للجميع دون فرز ، حيث يتركز عملها دائما الي ما جاءت اليه فقط وليس شيئا أخر ، وأبلت بلاءا حسنا صار مضرب الأمثال خاصة في الاخلاص والأمانة وعزة النفس وهدم الخيانة وإزالتها كيفما أتت ، والتغريد بكلما ينادي به الاسلام .
لقد حالفني الحظ أيها الأخوة والأخوات لأكتشف بأن هنالك نوعان من السودانيين ، وليس نوعا واحدا كما يظن أغلبية السودانيين ، بل ويخدعون أنفسهم بذلك عندما يقولون لك نحن سودانيين ، نعم أنتم سودانيين أيها الأخوة الكرام ، ولكن وضحوا لنا أي نوع من السودانيين أنتم ، هل من النوع الأول الذي تتلمذ علي يديه الرعيل الأول من السودانيين القدامي أو من الرعيل المجاور له الذين ذهب الكثيرون منهم ليعيشوا في بعض الدول الأخري حيث كانت كلمة سوداني تجسد كلما هو جميل ، أو أنتم من النوع الثاني الذي وجدناه أمامنا فجأة حيث أتوا من كل أقاليم السودان هربا من ضنك المعيشة كما يقولون ، وتركوا الأرض التي ترعرعوا فيها واستلموها من آبائهم وأجدادهم ، وظنوا بأنهم عندما يعودون اليها سيبنون حضارة جديدة ليس لها مثيل ، ولكنهم الآن دخلوا في مناطق لا تشبههم أبدا ولا يشبهونها من كل النواحي ، خاصة النواحي الدينية والمعيشية ، بل قد يعرفها أهلهم الطيبين الحلوين الذين بنوا السودان من عهود بعيدة ، وللأسف الشديد وبصراحة شديدة ، فان هؤلاء الأبناء هم الذين ضيعوا السودان ، وضيعوا الأهل والأقارب ، وجعلوا يبنون السودان من التجارة السيارة كما يقولون ، وبما لديهم من أموال لا نعرف من أين أتت ، وحتي لو عرفنا من أين أتت فان استخدام تلك المبالغ السيارة علي أرض الواقع بهذه الكمية الضخمة غير مبررة ، حيث لا يمكن تسديدها اذا انتكست الا بالسرقة أو القتل اذا لم يلعب الحظ دوره كما ظهر سابقا ، أو كما ظهر حاليا في التهجم علي المواطنين بغرض استخدام القوة الذاتية لسرقتهم من منازلهم أو محلاتهم التجارية أو حتي من الطرقات والأزقة أو ،،،الخ وكما تعرفون بقية المسألة جيدا ، أمثال هؤلاء ليس منهم من لديه أفكار وأفعال وعقلانية أو شطارة علم ، ليصنعوا بها حضارة السودان الجديد في أية ولاية كما يقول بعضهم ، لأن السودان لا يحتاج الي مستقبل جديد ليبنيه هؤلاء الحياري ، انما يحتاج الي حب الوطن والاخلاص له النابع من الضلوع والأفئدة ،
لقد ظهرت الآن أغرب السرقات في السودان الحبيب ، وهي سرقة الأموات الذين يموتون في الطرقات من جراء حوادث الحركة التي تحدث غالبا بين سيارتين ، أو بين سيارة وبص، ليسرع هؤلاء اللصوص الي مكان الحادث قبل وصول السلطات الرسمية لاجراء ما يرونه مناسبا ، فيقومون بسرقة هؤلاء المساكين ضحايا الحادث أو الذين هم في الرمق الأخير بين الموت والحياة ، ويحتاجون فعلا الي الاسعافات السريعة أو نقلهم الي أقرب المستشفيات للعلاج ، وقد وجد هؤلاء اللصوص في هذه الحوادث ضالتهم المنشودة ، وتمكنوا من استخدام عدة طرق وأساليب متطرفة ونتنة وسيئة ، لا يرضاها الله سبحانه وتعالي ورسوله ، بل لا يرضاها أي مخلوق مهما كان دينه أو لونه يعيش في هذا العالم ، فبدلا من الرفق بهؤلاء المزتى والمصابين ومعالجتهم والاسراع بهم لأقرب المستشفيات ، صار همهم الأول والأخير هو الاستيلاء علي أموالهم وهواتفهم النقالة ، بل وأخذ كل ما خف حمله واخفائه ، وهؤلاء اللصوص القذرين صاروا يتابعون تلك الآحداث بالثانية والدقيقة في طرق المرور الممتدة في كل السودان وعواصمه ومدنه الكبيرة ، وهم لا يقومون بالطبع بتقديم أية مساعدات من اسعافات وخدمات سريعة يحتاجها هؤلاء المساكين ، انما يقومون بسرقة هؤلاء الموتي والمصابين المساكين ، وبالتحديد يقومون بالسرقة الخفيفة والسريعة للهواتف النقالة الغالية الثمن ، والمبالغ الطائلة التي تكون في محفظاتهم ، أو داخل ملابسهم ولا حولة ولا قوة إلا بالله .
أيها الأخوة والأخوات يعتبر هذا الحادث الأليم والمؤلم الذي حدث في طريق عطبرة هيا بورتسودان بين بص وشاحنة وقود أسفر عن وفاة 23 شخص من اغرب الحوادث التي حدثت علي قرار هذا النمط القريب ، والمثير في الموضوع هو سرقة جميع موبايلات المتوفين بطريقة سريعة جدا وقبل أن تحضر السلطات المسؤولة لمعالجة الحادث ، فهل انحدرت أخلاقنا الي هذه الهوة الضيقة ، هل هكذا اصبحت أخلاقنا نحن السودانيين التي كانت تضرب لنا بها الأمثال كالشهامة والكرامة وعزة النفس والوقوف مع الحيران ومساعدة الغلبان،،،الخ ، ربما لك أن تسرق أيها اللص ولكن ليست بهذه الطريقة ، كيف تستطيع أن تسرق انسانا ميتا بدلا من أن تسعفه ، هذا هو الموت الذي سيغشانا جميعا فهل يحق أن تتعامل مع الموتي بهذه الطريقة ؟ .
لقد تفوق علينا الغرب في كل شيء حتي من ناحية السرقات خاصة في الجانب الانساني ، فقد قام لص في دولة السويد بتحميل محتويات اللاب توب كان قد سرقه علي فلاش ميموري وارساله الي صاحب الجهاز ، وتعود القصة عندما ترك أستاذ جامعي حقيبته دون رقابة وبداخلها اللابتوب لتتم سرقته ، الأمر الذي أحزن الأستاذ كثيرا لأن اللابتوب يحتوي علي ابحاثه ومحاضراته الممتدة لآكثر من عشرة سنوات ، ولكنه فوجيء بأن اللص أرسل اليه فلاش ميموري يحتوي علي تلك الابحاث والمحاضرات التي كانت داخل اللابتوب ، انها سرقة أيها الأخوة سيحاسب عليها المولي عر وجل دون شك ، ولكن أرجو مقارنة اللص السوداني مع اللص السويدي، حيث يجب اصدار قانون لتطبيق عقوبة الأعدام في مثل هذه الأحداث الصادرة من اصحاب القلوب الغير رحيمة ولا تنسي بانهم مسلمون .

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.