الحرب الإثيوبية.. جبهة الأورومو تقطع طريق (سد النهضة)

في تطور مثير للاحداث الجارية في اثيوبيا ،اعلن مسلحو جيش جبهة تحرير الاورومو عن قطعهم الطريق المؤدية لمشروع سد النهضة الاثيوبي بعد سيطرتهم على مدينة (نقمتي) الواقعة غرب اقليم اوروميا بمحافظة وللغا والموزاي لاقليم بني شنقول في تصعيد كبير للحرب الاثيوبية المستمرة في انحاء البلاد رغم توقف القتال بين الحكومة وجبهة تحرير التقراي بفعل اتفاق السلام ، يذكر ان هجمات جيش تحرير الاورومو اشتدت ضد الجيش الاثيوبي في مناطق عدة منها (شوا – وللغا – غوجي – بورنا) القريبة من الحدود الاثيوبية مع كينيا ،يشار ان مفاوضات جنوب افريقيا وكينيا جرت دون اشراك مسلحي جيش تحرير الاورومو رغم تحالف جيش تحرير الاورومو ومسلحي جبهة تحرير التقراي:-
ضغوط على آبي
تركز لقاء وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن مع رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد على ضرورة اخراج القوات الاريترية والمليشيات المسلحة من اقليم التقراي حتى يتسنى تنفيذ بنود اتفاق السلام الموقع بين الجانبين، حيث تعهد الرئيس الاثيوبي للمسؤولين الامريكيين على هامش اجتماعات القمة الامريكية الاثيوبية باخراج الجيش الاريتري من بلاده، وبحسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، ناقش رئيس الوزراء آبي أحمد ووزير الخارجية ، أنتوني بلينكن ، ضرورة الاسراع في انسحاب الجيش الإريتري من إثيوبيا وفقاً لاتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين جبهة التقراي والحكومة الفيدرالية في جنوب أفريقيا ، ورغم أن الاتفاقية لم تنص على ذلك ، إلا أنه حتى الآن لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن أي شيء عن انسحاب الجيش الإريتري من اراضي التقراي أو بداية الانسحاب خاصة في غرب الاقليم.
واشار بيان الخارجية الامريكية ان الوزير أشار أن القوات الإريترية ما زالت موجودة في اقليم التقراي ، في حين قامت جبهة التقراي بمغادرة (65)% من مناطق القتال طبقاً لشروط تنفيذ اتفاق السلام ،واشار المتحدث ان اتفاق السلام المفتاح لتحقيق سلام دائم في شمال إثيوبيا.
وفي تطور متصل اعلن زعيم جبهة التقراي دكتور ديبريصون قبرمكائيل انهم قاموا بتنفيذ معظم شروط اتفاق السلام الموقع مع الحكومة ،بينما لايزالون ينتظرون قيام الحكومة بتنفيذ تعهداتها باخراج القوات الاريترية وارسال المساعدات الانسانية لمواطني الاقليم المحاصر.
في نفس الاطار قال رئيس الاركان بجبهة التقراي الجنرال تاتسي وردي ان قواتهم انسحبت من جبهات المعارك السابقة بنسبة (65)% ،واضاف الجنرال انه لاتزال هناك قوات في بعض المناطق تتعرض لهم ولا ترغب في السلام في اشارة واضحة للجنود الاريتريين وتحركات مليشيات الحكومة الاخرى.
قتل برصاص إريتري
كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيودروس ادهنوم ،ان (عمه) قتل الاسبوع الماضي برصاص الجيش الاريتري في منزله ،موضحاً خلال تغريدة على حسابه الرسمي انها خسارة مؤسفة ومؤلمة لاسرته بسبب العنف المستمر في اقليم التقراي ،وختم دكتور تيودروس ان السلام هو كل ما يحتاجه الناس والعائلات.
جيبوتي ترفض
كشفت إذاعة فرنسا الدولية أن الحكومة الجيبوتية رفضت مقترحاً قدمته حركة (فرود) المتمردة التى تحتمى في باقليم عفار داخل الارضي الاثيوبية، ورفضت الدخول معهم في مفاوضات ، وقال الناطق باسم الحكومة الجيبوتية حمد داؤود إن الحكومة لن تتفاوض مع جبهة متمردة ،موضحاً أن جيبوتي تنتظر فقط عملية إطلاق سراح الجنود الأسرى من المتواجدين في (اقليم عفار الاثيوبي) من قبل الحكومة الإثيوبية حسب قوله، وكانت الحركة المتمردة قد خاضت معارك ضد الحكومة الجيبوتية وتسعى لمبادلة جنود القوات الجيبوتية الستة الذين أسرتهم تلك الحركة في أغسطس الماضي في منطقة جرابتيسان بمحافظة تاجورة الواقعة في الشمال الجيبوتي .
مجازر ضد المدنيين
وقعت مجازر بشعة ضد المدنيين من قومية الاورومو من قبل مليشيات فانو الامهرية تضاف الى سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها الامهرا في غرب اوروميا،حيث اظهر تسجيل فيديو بشع جديد يُظهر امرأة حامل تم احراقها من ضمن اعداد أخرى من المدنيين ،كما ارتكبت المليشيات هذه الحادثة في مدينة (امورو) الواقعة قرب مقاطعة (هورو قودور) غرب اوروميا، وتفيد المعلومات أن المدنيين الاورومو تم حرقهم احياء والتمثيل بجثثهم في غرب اوروميا من قِبَل الامهرا في استراتيجية اصبحت واضحة غرب اوروميا،ويشير المراقبون ان هذه الجرائم تعيد للذاكرة جرائم الامهرا خلال 150 عاماً.
مظاهرات ضد الأمهرا

انطلقت‌‎ انتفاضة شعبية من جامعة (هرمايا) بإقليم ‎اوروميا ضد مجازر مليشيات قومية الامهرا الحكومية ضد المدنيين من قومية الاورومو ، حيث خرجت حشود من الطلبة بمسيرات احتجاجية على أعمال القتل والنهب والاعتقالات في اقليم أوروميا ،وبحسب المعلومات فان المظاهرات الطلابية من جميع الجامعات في اوروميا استمرت لثلاثة ايام متتالية احتجاجاً على الجرائم التي ترتكبها مليشيات فانوا الامهرية ضد السكان المدنيين في منطقة (واللغا) الواقعة غرب اوروميا،تجدر الاشارة ان شرارة الانتفاضة انطلقت من جامعة (هرومايا) الى جامعة (دري دوا) وجامعة (نقمتي) وجامعة (مد ولابوا) وجامعة (سمبتي) بالاضافة لجامعة (فينفني) و(جما) و(بولي وروا) وقدرت اعداد الطلاب المتظاهرين بالالاف.
البرلمان يطالب الرئيس
طالب اكثر من (90) برلمانياً من اصل (170) اعضاء البرلمان الاثيوبي القومي يمثلون اقليم اوروميا ،طالبوا رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد بالوقف الفوري لاعمال القتل والتهجير والتدمير التي تمارسها مليشيات فانوا الامهرية الحكومية المتعاونة مع الجيش الاثيوبي في منطقة (وللغا) غرب اوروميا،وتعد الرسالة الجماعية للبرلمانيين سابقة لم يعهدها البرلمان الاثيوبي.
صعوبات تواجه التقراي الأمريكيين
يواجه رعايا أمريكيون عالقون في منطقة التقراي ، صعوبات هائلة في العودة إلى الولايات المتحدة، ويؤكدون أنهم ضحايا تمييز عرقي ويخضعون للاحتجاز التعسفي والاستجواب من قبل السلطات الإثيوبية الحكومية،ودفع طلب الحكومة الإثيوبية التمكن من استجواب وتوقيف كل الأمريكيين الذين يتم إجلاؤهم لأسباب تتعلق بالأمن القومي، واشنطن إلى التخلي عن خطتها إجلاء رعاياها جواً من التقراي العام الماضي، كما ورد في رسائل إلكترونية لمسؤولين أمريكيين ،وتقول زينيبو نيغيسي غيسي التي تعمل في قطاع الرعاية الصحية في ولاية كولورادو الأميركية، انها كانت تزور والدتها في اقليم التقراي حينذاك. وبعد بضعة أشهر تمكنت من مغادرة المنطقة براً ولجأت إلى اقارب لها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا،لكن عندما أرادت بعد ذلك أن تستقل طائرة للعودة إلى الولايات المتحدة، تم احتجازها بسبب أصلها، بسبب انها من اقليم التقراي،رغم انها حرصت على إخفاء أي إشارة تدل على أصلها التقراي ولا سيما ندوب على وجهها خوفاً من توقيفها كما حدث لصديقات لها لكن اسمها أثار شكوكا.ً
مع ذلك ذكر ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية أتاحت السلطات الأمريكية والإثيوبية في فبراير “سفر 217 مواطناً أمريكياً من المقيمين الدائمين بشكل قانوني وطالبي تأشيرات وأوصياء على قاصرين، من مكلي (عاصمة التقراي) إلى أديس أبابا،لكنه لم يوضح ما إذا كان بعضهم أوقف في أديس أبابا بعد ذلك ولا عدد الذين تمكنوا من مواصلة رحلتهم إلى الولايات المتحدة،وأكد الناطق نفسه أنه ليس هناك أي أرقام تتعلق بعدد الرعايا الأمريكيين الموجودين في التقراي،ولم ترد الحكومة الإثيوبية على ذلك.
تحديات تنفيذ السلام
اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد الاماراتية د. حمدي عبدالرحمن،اعتبر ان هناك تحديات تواجه عملية صناعة السلام في إثيوبيا ،وقال دكتور حمدي في مقال تحليلي مطول نشرته مجلة (المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة) في أبوظبي،قال ان الاتفاق جاء بعد نزعة قومية عرقية متنافسة لدرجة انتشار عمليات القتل والتطهير بناءً على الهوية ،موضحاً ان الحرب خلال عامين أودت بحياة ما لا يقل عن (600) ألف شخص فقط في اقليم بإثيوبيا، وأن التحدي الأكبر الذي يواجه عملية السلام مثل نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج،كما صوّرت الحكومة الحرب على أنها حرب شنها خونة إرهابيون، في المقابل استخدمت الجبهة خطاباً ثورياً راديكالياً لتعبئة التقراي في داخل الاقليم وخارجه، وبناء تحالفها الحربي.
ويرى د. حمدي عبدالرحمن ان التحديات الاساسية تتلخص في قضية الأرض المتنافس عليها، بجانب السياسات الإقصائية للأنظمة الإثيوبية المتعاقبة، التي أدت إلى ظهور حركات إثنية قومية على رأسها الأورومو باعتبارهم المجموعة العرقية الأكثر عدداً في البلاد،اما التحدى الثالث هو تأثر الحركات القومية في إثيوبيا إلى حد كبير بخلافات فكرية أعمق، بين النخب المقيمة في الخارج والنخب بالداخل الإثيوبي.
لذلك يرى الخبير أن بناء السلام المستدام يحتاج إلى تنسيق جيد بإنشاء مجلس وطني للسلام للتعامل مع النزاعات الإثيوبية المختلفة يتم فيه إشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين في مناطق الصراع الرئيسية، لا سيما مثلث الأمهرا والتقراي والعفر وأقاليم الجوار، بما في ذلك النخبة الحضرية ووسائل الإعلام والإثيوبيون في بلاد المهجر،كما يجب أيضاً إشراك المفكرين ورجال الأعمال وأحزاب المعارضة؛ لأنهم قاموا بدور مهم في تحالفات الحرب بين الأطراف المتصارعة.
صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.