مكتشفة “زواج المسيح” تتراجع وترجح تزوير وثيقة البردي

قالت الأستاذة بجامعة هارفارد، التي تسببت في إثارة حالة كبيرة من الجدل بعد أن كشفت عن قطعة صغيرة من ورق البردي، استنتجت منها أن المسيح أشار فيها إلى أنه كان متزوجاً، إن البردية يُرجح أن تكون مزيفة.

وكانت كارين كينغ، الأستاذة بكلية اللاهوت بجامعة هارفارد، كشفت عن البردية في روما عام 2012 واحتوت القطعة، التي كُتبت باللغة القبطية، على عبارة تقول: “قال لهم يسوع: زوجتي”.

وقد أحدثت البردية حالة من الجدل بين العلماء منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها، إذ إن الشكوك حول أصالتها بدأت تساور كثيرين فور انتشار الأنباء عنها، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2016.

وقالت كينغ إن القطعة يُرجح بصورة أكبر أنها زيُفت حديثاً. واقتبست الأستاذة بهارفارد بعضاً مما احتوى عليه مقال استقصائي نُشر الأسبوع الماضي على موقع مجلة “ذي أتلانتيك”، الذي أثار تساؤلات عن مالك البردية “والتر فريتز”، رجل الأعمال بولاية فلوريدا. وكانت المجلة أول المنصات الصحفية التي أوردت في تقاريرها أن البردية يُرجح أن تكون مزيفة.

وقالت كينغ في تصريحات لوكالة الأسوشيتد برس الأميركية: “إن سألتني اليوم عن الاتجاه الذي أميل إليه أكثر- سواء كانت البردية قديمة أو زُيفت حديثاً، استناداً إلى ذلك الدليل الجديد، سأميل أكثر ناحية فرضية تزييفها حديثاً”.

ووضعت مجلة “ذي أتلانتيك” يدها على تناقضات في القصة التي يرويها فريتز حول الطريقة التي حصل بها على البردية، وأيضاً في الوثيقة التي أعطاها إلى كينغ، التي تزعم أصالتها.

وأوضحت كينغ قائلة: “الدليل أوجد اختلافاً فيما يتعلق بالحكم بزيف البردية أو أصالتها، كما أنه يأخذ الدليل في اتجاه فرضية زيفها”.
ولم يستطع أحد التوصل إلى رقم هاتف خاص بفريتز، بيد أنه أرسل بريداً إلكترونياً إلى الأسوشيتد برس يوم الاثنين، ألحق به الخطاب الذي أرسله إلى المجلة، الذي أنكر فيه تزييف البردية أو تغييرها أو حتى التلاعب بها، وأنه لم يفعل ذلك أيضاً بالنقش الموجود بها.

وقال مارك غوداكر، أستاذ الدراسات الدينية بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية، إن الشكوك حول تلك البردية بدأت بعد ساعات من عرض كينغ لنص البردية بأحد المؤتمرات في روما.

وأضاف غوداكر: “عندما تعرض شيئاً كهذا على الأشخاص الذين قضوا حياتهم كلها يركزون أبصارهم على تلك الأشياء، فكثير منهم قد يقول مباشرة إن ثمة شيئاً مريباً حوله”.

كما قال إنه يقدّر كينغ على شجاعتها بالاعتراف باحتمالية أن تكون تعرضت للغش.

وقد ذكرت كينغ كثيراً أن البردية لا تعد دليلاً على زواج المسيح من عدمه. وأوضحت قائلة: “إنها في الغالب قصة مسيحية مبكرة حول ما إذا كان ينبغي على المسيحيين أن يتزوجوا، وهكذا دواليك”.

كما أضافت أنها ليست سعيدة لأن أحدهم كذب عليها، إلا أنها شعرت بـ”راحة غريبة” بعد أن قرأت مقال مجلة “ذي أتلانتيك”، فقالت: “أعتقد أن الحصول على الحقيقة دائماً يكون نوعاً من الوقوف في الوسط”.

وقال ديفيد هيمتون، عميد كلية اللاهوت بجامعة هارفارد، في تصريح له إن مهمته تكمن في “السعي وراء الحقيقة من خلال العلم والاستقصاء والمناظرات القوية”.

وأضاف هيمتون قائلاً إن الكلية “تشعر بالعرفان لعديد من الأساتذة والباحثين والفنيين والصحفيين الذين كرّسوا خبراتهم لتفهم الخلفية التي أتت منها البردية، وكذلك المعنى الذي تحمله”.

هافينغتون بوست عربي | ترجمة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.