مسلسل Game of Thrones مُعرّضٌ للخطر إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. علاقة السياسة بالفن مدهشة

من المتوقع أن يشاهد ملايين من الناس يوم الأحد 26 يونيو /حزيران 2016 الحلقة الأخيرة من الموسم السادس من مسلسل Game of Thrones الملحمي الخيالي الذي تنتجه قناة HBO حول صراع الممالك في قارة ويستروس الخيالية، كما من المقرر أن يحدد الناخبون يوم الخميس 23 يونيو /حزيران 2016 في بريطانيا ما إذا كانوا يعتزمون الخروج من الاتحاد الأوروبي .

إذا وقع الانفصال فسيكون خطوة يمكن أن تكون بمثابة ضربة قاسية لعائلات ستارك ولانيستر وتيريل الروائية الخيالية، وذلك بحسب تقرير نشرته مجلة Foreign Policy الأميركية.
وقد لا يبدو أن هناك علاقة بين الدراما والاستفتاء حول إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هو قرار مصيري لا يمكن التنبوء بنتيجته حتى اللحظة الأخيرة حيث يحتدم الصراع بين مؤيدي البقاء بالاتحاد الأوروبي ومناصري الخروج منه.
ومع ذلك، فإذا ما أيد الناخبون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فلن تتأثر اقتصاديات بريطانيا وأوروبا وحدها، بل سوف يصعب إنتاج مسلسلات باهظة التكلفة مثلGame of thrones، مما يعني حدوث صدام بين العالمين الواقعي والخيالي يضر بكليهما.

أيرلندا الشمالية سترحل
ويرجع ذلك إلى أنه إذا ما صوتت المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، سوف تصطحب معها أيرلندا الشمالية، وربما تسلب قناة HBO واحداً من أهم مواقع تصوير المسلسل.
ويتطلب الأمر تمويلاً كبيراً لتصوير جون سنو وآلاف من مؤيدي ستارك أثناء هزيمتهم لقوات رامزي بولتون من أجل استعادة وينترفيل، وهو المشهد الذي تم تصويره بأيرلندا وشاهده الملايين يوم الأحد الماضي.
وسيؤدي ذلك أيضاً إلى قيام قناة HBO بالبحث عن شركاء لمساعدتها في تمويل المسلسل، ويأتي جزء من هذا التمويل من الصندوق الأوروبي للتنمية الإقليمية بالاتحاد الأوروبي، الذي تم إنشاؤه لدفع عجلة النمو الاقتصادي في أنحاء الاتحاد الأوروبي. وإذا ما خرجت المملكة المتحدة، قد يكون صانعو المسلسل غير مؤهلين للحصول على أي تمويل من ذلك الصندوق.

ويعني ذلك أن يتوقف بعض التمويل المستخدم في إنتاج الملاحم الكبرى ذات الميزانيات الهائلة في أيرلندا الشمالية.
وقد رفضت قناة HBO التعليق على إمكانية تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على إنتاج المسلسل، الذي يتم تصويره في إسبانيا وكرواتيا ومالطا، بالإضافة إلى أيرلندا الشمالية (تم التصوير أيضاً بأيسلندا، التي لا تحظى بعضوية الاتحاد الأوروبي).
كما رفضت Northern Ireland Screen وهي شركة الأفلام الوطنية بأيرلندا التعليق أيضاً.
ومع ذلك، أجاب بيتر تشيس، المسؤول بصندوق مارشال الألماني بمكتب الولايات المتحدة في بروكسل رداً على سؤال وجه له حول ما إذا كان خروج بريطانيا سيخاطر بتمويل مسلسلات مثل “Game of Thrones” وغيرها، قائلاً “مطلقاً”.

وقال تشيس لمجلة Foreign Policy “الأمر قد يرجع إلى الأستوديوهات الأميركية التي ترغب في التصوير في المملكة المتحدة. وهناك برامج خاصة بالاتحاد الأوروبي للمساعدة في ذلك التمويل. وإذا انسحبت المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد يتوقف ذلك التمويل”.
ولن يكون مسلسل Game of Thrones هو الوحيد المعرض للخطر. فقد حصلت مشروعات السينما والتلفزيون البريطانية على 32 مليون دولار على مدار السنوات السبع الماضية من منظمات مثل Creative Europe التي توفر التمويل للمشروعات الإعلامية والثقافية.
وتضم تلك المشروعات الأفلام البريطانية أو البريطانية الأميركية المرشحة لجوائز الأوسكار مثل Carole و Broklyn بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي Emmi حول حياة المغنية المضطربة إيمي واينهاوس.

فنانو بريطانيا مع أوروبا
وقد أعلن العديد من الفنانين والممثلين والمؤلفين وغيرهم من قيادات الصناعات الإبداعية في بريطانيا عن رفضهم لخروج بريطانيا.
وفي خطاب تم نشره في شهر يونيو/حزيران 2016، كتب المؤلف جون لوكار والممثلون جودي لو وكيرا نايتلي وبنيدكت كامبرباتش و278 من العاملين الآخرين في مجالات السينما والموسيقى والمسرح والأدب والرقص والتصميم والفنون والموضة “بريطانيا ليست أقوى داخل أوروبا فحسب، بل هي أكثر خيالاً وإبداعاً، وسوف يتم تقويض نجاحنا الإبداعي العالمي بانسحابها من الاتحاد الأوروبي”.
وأضافوا “الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون قفزة نحو المجهول بالنسبة للملايين في أنحاء المملكة الذين يعملون في المجالات الإبداعية ولملايين أكثر بالداخل والخارج ممن يستفيدون من نمو وازدهار القطاع الثقافي في بريطانيا”.

وعلاوة على ذلك، أخبر جون كامبفنر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الصناعة البريطانية، مجلة Foreign Policy أن 96 % من أعضاء اتحاد الصناعات الإبداعية في لندن يعترضون على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبالطبع، تتضاءل الخسائر المحتملة التي تواجهها الصناعات الإبداعية مقارنة بالخسائر التي يتعرض لها المواطن العادي. وحذرت وحدة استخبارات The Economist أن ذلك سيؤدي ببريطانيا إلى مواجهة ركود اقتصادي.
إذ تصل نسبة انهيار قيمة الجنيه إلى 14-15 % مقابل الدولار عام 2016. وبحلول عام 2020، سوف يتراجع الاقتصاد بنسبة 6% أو 155 مليار دولار مقارنة بحالته إذا ما ظلت بريطانيا بالاتحاد الأوروبي. ويتزامن ذلك أيضاً مع فقدان نحو 820 ألف وظيفة.
وربما كان هذا هو وراء مشاركة بعض مواطني ويستروس الحاليين والسابقين أيضاً في ذلك الجدل. ويعد دانيال بورتمان الذي يتألق بالمسلسل وكيت ديكي التي لم تظهر منذ وفاتها بالموسم الرابع من بين 80 ممثلاً إسكتلنديا يطالبون ببقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

هافنغتون بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.