المجلس العسكري هو شريك في هذه اللعبة وصانع الكذبات، فهو يعلم ان لا جديد ولا إضافة ، فهو (خباز) هذه الخدعة السياسية مع الحركات من اجل ان ينهار الإطاري ، وعندما لم ينجحوا وبعد تصريحات المبعوثين الدوليين التي كانت لغة التهديد فيها واضحة، عاد الجميع الي الطاولة فهو كالذي يهدم ويكون اول المتبرعين بالإعمار
طيف أخير:
يبقى الإطاري بصحة وعافية الى أن يوقع عليه مبارك الفاضل وأردول.
أطياف – صباح محمد الحسن
يعني شنو إعلان سياسي !!
قدم المجلس الإنقلابي أمس نفسه كمنقذ للعملية السياسية ودفع ببيان قال فيه إنه بعد أن إجتمع بالموقعين والرافضين للإتفاق الإطاري وبعد نقاش مستفيض، وبروح وطنية عالية، واضعين مصلحة البلاد، تم الإتفاق على الصيغة النهائية للإعلان السياسي وسوف يجري الترتيب لإجراءات التوقيع عليه بالسرعة المطلوبة .
وانبرت الكتلة الديمقراطية عبر صفحات قياداتها تحدثنا عن انجاز كبير وانها توصلت إلى ماتريد، وطفق الفلول يصفقون لورشة القاهرة التي قالوا إنها أتت أكلها، ومنهم من تجاوز ذلك ونعى الإطاري نعي أليم لكن تبقى الحقيقة واحدة، أن الإعلان السياسي الذي أعلنوا عنه أمس ، هو إعلان قديم وقعت عليه كل القوى السياسية الموقعة على الإتفاق الإطاري في اكتوبر الماضي ورفضه جبريل ومناوي وهو يشتمل على شرح مفصل للاتفاق الإطاري ، ومسودة الدستور الذي تقدمت به تسيرية المحامين.
والغريب في الأمر أن قوى الحرية والتغيير وقبل سفر وفد الكتلة الديمقراطية الى مصر دعت كل من جبريل ومناوي للتوقيع على الاعلان السياسي ورفضوا ، بحجة انهم يتحفظون على بعض قيادات من قوى الحرية والتغيير التي ضمها الإجتماع الأخير، وقد كانت ( حجة واهية ) كل الغرض منها ان لا تفشل ( ورشة القاهرة ) التي يبدو ان مآربها كانت اكبر من القضية الوطنية.
ولنزيد القارئ من الشعر بيتا، وهو ان الاعلان السياسي الذي بشر به المجلس مسروراً بأنه استطاع جمع الفرقاء عليه ، هو ذاته الـ ( ٩٥% ) التي بشر بها صندل ، لكن تم اسكات صندل ونفوا تصريحاته حتى الإنتهاء من ورشة القاهرة فلماذا رفض مناوي وجبريل التوقيع على الاعلان السياسي قبل السفر الى مصر وقبلوا به بعد عودتهم منها !!
فخطوة التوقيع على الاعلان السياسي تعني آن كل ما قامت به الكتلة الديمقراطية من مسرحيات في الداخل والخارج ما كان إلا سمسرة سياسية ، لتجارة خاسرة انتهت بالبوار والمجلس العسكري هو شريك في هذه اللعبة وصانع الكذبات، فهو يعلم ان لا جديد ولا إضافة ، فهو (خباز) هذه الخدعة السياسية مع الحركات من اجل ان ينهار الإطاري ، وعندما لم ينجحوا وبعد تصريحات المبعوثين الدوليين التي كانت لغة التهديد فيها واضحة، عاد الجميع الي الطاولة فهو كالذي يهدم ويكون اول المتبرعين بالإعمار فالتوقيع على الاعلان السياسي هو موافقة على الاتفاق الاطاري وعلى الدستور، كما انها لا تعني اي تحديث او تعديل او الغاء على ما هو متفق وموقع عليه لكن ربما تضيف جديداً واحداً وهو أن الخطوة شيعت المبادرة المصرية الى مثواها الأخير الأمر الذي يعني ان الحكومة المصرية فشلت في اختراق العملية السياسية في السودان .
طيف أخير:
يبقى الإطاري بصحة وعافية الى أن يوقع عليه مبارك الفاضل وأردول.
الجريدة