بعد حظر أكثر من (30) كريماً تهريب الكريمات.. من أمِن العقاب أساء الأدب!

ظلت الحكومة لوقت طويل تتحدث عن ندرة في الأدوية وصاحب ذلك لجوء بنك السودان لتقسيم الأدوية الى ادوية اساسية تدعمها الحكومة وأخرى غير اساسية ولكن الواقع على الارض ربما يكون غير ذلك خاصة عندما يحمل المواطن البسيط روشتة دواء منقذ للحياة ويدلف الى أي صيديلة لكنه لا يجده ويرى بأم عينه كميات كريمات التفتيح وادوات التجميل المتراصة على ارفف الصيدليات وهي تمثل الغالبية العظمى لمحتويات الصيدلية ان لم تكن نصف المحتوى وهذه هي الادوية هي التي تصنف من ضمن الادوية غير الاساسية غير انه باعتراف الصيادلة الذين تحدثوا لـ(الصيحة) ان الحاجة الطبية لاستخدامات تلك الكريمات ضئيلة جدا ونادرا ما يحمل مريض وصفة طبية تحمل اسماء تلك الكريمات والسؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كانت الحاجة الطبية لتلك الكريمات بهذا الضآلة فما هو السبب الذي يجعل كل هذا الكم من الكريمات على فترينات الصيدليات؟!.
السؤال أعلاه كان يجب أن يرد عليه مدير المجلس القومي للأدوية والسموم محمد الحسن عكد غير أن كل المحاولات المتكررة التي قامت بها (الصيحة) للوصول إليه لم تجد الإجابة غير أن عكد نفسه كان قد أعلن أمس الاول عبر مجلسه عن فتح بلاغات ضد محال تجارية وحظر أكثر من (30) كريما تستخدم كمستحضرات تجميل لتبييض البشرة وذلك لعدم مطابقتها للمواصفات وكونها غير آمنة الاستخدام وقد تنعكس سلبا على صحة مستخدمها، وجاء قرار الحظر نتيجة لاحتوائها الكريمات المحظورة على مواد يمنع استخدامها فى مستحضرات التجميل كمادة الزئبق والاستيرويد واكد المجلس ان تلك المواد تتسبب فى حدوث امراض خطيرة كسرطان الجلد والفشل الكلوي ورغما من الامراض الخطيرة التى تتسبب فيها استخدام تلك الكريمات وبنسب عالية.
الملاحظ أن المحال التجارية التي أكد المجلس امس الاول انه فتح ضدها عددا من البلاغات هي ليست الجهة الوحيدة التي توزع تلك الكريمات بل ان عددا من الصيدليات التي تعمل كمنفذ صحي معروف يتحول بعض منها الى محال تجارية يوزع تلك الكريمات سيما أن وزارة الصحة كانت قد شكت مرارا وتكرارا من بيع الادوية والمستهلكات الطبية عبر عدد من الصيدليات من غير وصفة طبية خاصة ان تلك الكريمات مسجلة فى المجلس القومى للادوية والسموم كمستحضرات ذات قيمة علاجية إلا أنه عندما تستخدم في غير الوصف الطبي المحدد ولأغراض غير علاجية تصل الى مواد سمية تمثل مشاكل خاصة وسط البنات نسبة للهوس والتسابق نحو الحصول على بشرة بيضاء قد يكون مردود البحث عنها ظهور حالات لامراض جلدية تصل تكلفة علاجها الى اضعاف ما يصرف على شراء الكريمات وتمثل ضائقة اقتصادية للجهات الصحية.
عدم تنفيذ العقوبة
ويقول الخبير الصيدلاني د. ياسر ميرغني في حديثه لـ(الصيحة) انه ظل يسمع بين الفنية والاخرى عن ضبط محلات تبيع الكريمات المهربة وغير المطابقة للمواصفات غير أنه لم يسمع بأي عقوبات صدرت تجاه المخالفين، الأمر الذي جعلهم لا يخشون العقوبة مطالبا بتنفيذ محكامات فورية سيما ان تلك الكريمات تدخل الى البلاد من غير تراخيص وقال يجب ان تكون هناك شفافية فى عدد من البلاغات حتى نطمئن بأن هناك عقوبة، مؤكدا ان معظم الكريمات تدخل عبر العفش الشخصى وعبر التهريب والحدود المفتوحة غير أن مسألة مضار التجميل تدخل ضمن المسكوت عنه جهة أن الذي يبلغ دليل دامغ على جهله.
تكلفة علاج باهظة
من جهته اعتبر رئيس شعبة الصيدليات د. نصري مرقص في حديثه لـ(الصيحة) أمس أن الكريمات تمثل مشكلة كبيرة وتحتوي على مواد خطرة معتبرا أن الجزء الأكبر من الكريمات يدخل عن طريق التهريب من دول الجوار ويخلق مشاكل جلدية وحالات تعاني منها المستشفيات للتكلفة الباهظة لعلاجها نسبة لحصول تغيرات في البشرة تستدعي خضوع المريض تحت العلاج لعدد من الشهور مطالبا بضرورة تفعيل آلية للرقابة ومتابعة المحلات ونادى بضرورة استمرار مجلس الأدوية والسموم في سياسة الرقابة والمتابعة. وأكد رئيس شعبة الصيدليات أن التوجيهات والوصفات الطبية التي تحمل الحاجة للكريمات التجميلية ضئيلة جدا واعتبر أن الكريمات المتواجدة بشكل أكثر منتشرة خارج الصيدليات وكشف أن تلك الكريمات تتوفر في عدد من دول الجوار مجانا الأمر الذي يدعو الى تهريبها بأسعار زهيدة منوها الى أن المشكلة تكمن في تواجد الكريمات في البوتيكات والمحلات التجارية بأسعار في متناول اليد وشدد على التداعيات السلبية لقضية الكريمات مطالبا بضرورة توعية الأسر عبر الإعلام.
ليست خصما
وإن كانت الدولة تعمل جاهدة على توفير عملات صعبة لاستيراد الدولاء غير أنها لاحظت منذ وقت مبكر أن العملة الصعبة ربما تستغل في استيراد أدوية غير ذات ضرورة ولكنها مرغوبة في الأسواق مثل الكريمات فما كان منها إلا أن منعت استيرادها لتوفر بذلك عملات اجنبية تصرف على استيراد ادوية حقيقية ومطلوبة غير أن رئيس اتحاد الصيادلة صلاح الدين إبراهيم اعتبر في حديثه لـ(الصيحة) ان الكريمات لا تمثل خصما على فاتورة الدواء باعتبار أنها تدخل عن طريق التهريب واكد ضعف الرقابة لجهة انها في حاجة الى امكانيات لتفعيلها خاصة ان السودان يعتبر بلدا مفتوحا، مطالبا بمزيد من التفعيل.

الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.