“طريقتك في الحياة هي التي تحدد صحتك”.. هذه المقولة السائدة ربما تضطر إلى وضعها نصب عينيك خلال شهر رمضان في العاصمة السودانية الخرطوم، خاصةً في السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع أعداد المنضمين إلى صالات الألعاب الرياضية وتنوع وسائل ممارسة الرياضة وسط الأجيال الحديثة.
درج السودانيون على لعب الورق و”الضُّمَنة” في ليالي رمضان منذ سنين، لكن مع تغييرات طالت نمط الحياة مع تطور التكنولوجيا والانتقال السريع للمعرفة، أصبحت الأجيال الحديثة تذهب صوب الصالات الرياضية، خاصةً في أمسيات رمضان، لممارسة رياضة كمال الأجسام أو الرياضة لغرض خفض الوزن أو للحفاظ على اللياقة البدنية.
ارتياد “مقاهي صغيرة” في الأحياء أو صالات رياضية في وسط العاصمة أو ممارسة رياضة المشي على الجسور أو حتى رياضة ركوب الدراجات في الأحياء، جميعها طقوس السودانيين خلال شهر رمضان في مسعى لكسر الرتابة أو الإحباط الذي يلازمهم في السنوات الأخيرة جراء الأزمة الاقتصادية.
الدراجة هواية الفتيات
بالنسبة إلى إيمان (28 عامًا) والتي تقطن شرق العاصمة السودانية، فهي لديها هواية مغايرة خلال رمضان، إذ تمارس رياضة ركوب الدراجة الهوائية في الشوارع التي تكون خالية من المارة بعد لحظات قليلة من الإفطار.
قالت هذه الفتاة في حديثها وفق “الترا سودان” بشأن أمسيات رمضان في المدن السودانية إنها تفضل رياضة ركوب الدراجة في شارع قريب من منزلها شرق الخرطوم، وتختار لحظات بعد الإفطار لأن الشوارع تهدأ كثيرًا من حركة السيارات وتكون شبه خالية منها.
ويخيم الإحباط على قطاعات واسعة من المواطنين بسبب الأزمة الاقتصادية وانسداد أفق المستقبل في هذا البلد الذي يهيمن عليه العسكريون منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، إثر انقلاب عسكري على الشق المدني في السلطة الانتقالية التي تشكلت بعد خلع الرئيس عمر البشير في نيسان/أبريل 2019.
هذا الإحباط يقلل من فرص محمد عبدالمنعم الشاب (30 عامًا) والذي يعمل في شركة خاصة، لأنه إذا قرر قضاء بعض الوقت في المساء خلال رمضان، فلن يغادر أبعد من شارع منزله وسط العاصمة الخرطوم؛ فالأسعار باهظة ولا يمكن أن يذهب إلى مقهى ليدفع ستة آلاف إلى سبعة آلاف جنيه يوميًا.
الخرطوم ( كوش نيوز)