سودافاكس ـ نعم قد يتمكن ثلاثة أو أربعة اشخاص من إغلاق الطريق بمنطقة الصالحة أو سوق ليبيا واحراق اللساتك، كما يفعل الطفل ترك في طريق الشرق لدقائق قليلة لصناعة فرقعة اعلامية محدودة، ولكن لا أحد يستطيع جر الوطن الى عصيان مدني إلا (لجان المقاومة)،
رحم الله الشيخ المناضل الأمام محمد أحمد المهدي، الذي اجتهد كثيرا لفتح الخرطوم وهو لا يعلم بأنه سيأتي زمنا يطالب فيه الأرزقية والفلول معدومي الضمير والفكر والوطنية، باغلاقها مرة أخرى من اجل كسب دنيوي رخيص وتحقيق لمطامع ذاتية ضيقة، متناسين في ظل صراعهم من أجل الجاه والسلطة والمال بأنها قِبلة لكل أبناء الوطن ولا يحق لشخص تبني حيازتها.
بقايا المؤتمر اللاوطني يبذلون هذه الايام جهوداً جبارة لايقاف مدّ التحول المدني بكل السبل المشروعة وغير المشروعة، ولا يهم في سعيهم ذاك أن يتقسم الوطن أو تندلع الحرب الأهلية، ويتصرفون في سبيل تحقيق اهدافهم لابقاء السلطة الديكتاتورية العسكرية أو عودة رموز النظام المدحور مرة أخرى بكل تهور وبلا حكمة، أو عقلانية مدفوعين بدعم مادي سخي من بقايا النظام السابق الذين تضررت مصالحهم واللجنة الامنية التي تسعى بكل السبل للاستمرار في السلطة أطول فترة ممكنة، لعل الأحداث المتسارعة تغيّر من واقع الحال بعد أن اصبح أمر تسليمهم الحكم لسلطة مدنية أمراً حتمياً لا تراجع عنه.
نحن نتحدث ونعلم في ذات الوقت أن مسرحية إغلاق الخرطوم، عبارة عن مسرحية هزلية مضحكة فحتى إجراءات الكورونا الصارمة والتي تدخل في صحة المواطن لم تستطع إغلاق الخرطوم فكيف لشرذمة لا تتعدي المائة شخص أن تُغلق الخرطوم، ولكننا نتحدث من جانب انعدام الروح الوطنية والتفكير الضيق لبقايا الفلول.
نعم قد يتمكن ثلاثة أو أربعة اشخاص من إغلاق الطريق بمنطقة الصالحة أو سوق ليبيا واحراق اللساتك، كما يفعل الطفل ترك في طريق الشرق لدقائق قليلة لصناعة فرقعة اعلامية محدودة، ولكن لا أحد يستطيع جر الوطن الى عصيان مدني إلا (لجان المقاومة)، وتعتبر كل المحاولات الاخرى مجرد (تقليد) لا يخدم قضايا الوطن الكلية والتفكير بعقلانية من أجل سودان الغد، هو التفكير الأجدى مع تصاعد الوعي الجماهيري.
ما يدور هذه الأيام من دعوات لإغلاق بعض المناطق أو الطريق أمر لا قيمة له، ولن يوقف التحول الديموقراطي لتحويل السلطة إلى مدنية، وما يقوم به البعض في هذا الاتجاه ماهو إلا يأس مأفون وأسلوب قذر لايقاف التحول، ولكنه في كل الاحوال كما اسلفنا لا قيمة له وكان الأجدر لهؤلاء المحتجين محاولة الدخول في التشكيلات الديموقراطية القادمة كالمجلس التشريعي أو الوطني للتعبير عن آراءهم أن كانت لهم قواعد تسهم في دفعهم حتى يكونوا جزءاً من التغيير.. فرض الأمر الواقع بقوة السلاح أو استخدام الأدوات الديموقراطية بصورة خاطئة لن يدوم فالنصر دائما حليف الحق الأبلج.
والثورة مستمرة
والقصاص أمراً حتمياً
الجريدة