صفاء الفحل : من هو الوسخان أبن الوسخة

سودافاكس ـ لم يتقدم أحد باعتذاره، و كأنهم راضون بما هتفت به الآلاف داخل الاستاد لا الاتحاد الافريقي و لا حتى اتحاد الكرة المصري أو النادي الأهلي و لن نصمت ما لم يتحرك اتحاد الكرة لدينا، و تتوقف الأندية الرياضية عن المشاركات الافريقية حتى يتم إيقاف هذه المهزلة.

يقول التاريخ بان كافور الاخشيدي حاكم مصر و الذي كان (شديد السواد) لم يكن ينام ليلة و الا في حضنه امرأة مصرية بيضاء أما اللون الأبيض الذي يعتز به المصريين، الذين يسكنون تخوم البحر الأبيض المتوسط اليوم فهو من بقايا الشراكز و الأتراك و الفرس و الرومان الذين زنوا أمهاتهم حتى غيروا الخارطة الجينية هناك حتى يأتي احفادهم ليهتفوا في وجوهنا باستاد القاهرة مع السلامة ياعبيد ياولاد الوسخة..

و عندما خرج المتنبئ من مصر ترك رسالة لحاكمها كافور الاخشيدي:
يقول فيها
أني نزلت بكذابين ضيفهم
عن القرى و عن الترحال محدود
جود الرجال من الأيدي و جودهم في اللسان
فلا كانوا و لا الجود
ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم
إلا وفي يده من نتنها عود
من كل رخو وناء البطن منفتق
لا في الرحال ولا النسوان معدود
اكلما اغتال عبد السوء سيده أو خانه
فله في مصر تمهيد
صار الخصي إمام الآبقين بها
فالحر مستعبد والعبد معبود
نامت نوافير مصر عن ثعالبها
فقد بشمن وماتفنى العناقيد
العبد ليس لحر صالح بأخ
لو انه في ثياب الحر مولود

نحن نعتز ببشرتنا السوداء التي احرقتها شمس أفريقيا، و نعيش في أرضنا احرار لم (يغتصب) امهاتنا أحد و نشرب من النيل و (نتغوط فيه) قبل أن نرسله لغيرنا ليشرب منه فمن هو الوسخان أبن الوسخة.
عندما هرب المصريون امام اليهود خلال حرب الايام الستة، فتح السودان ذراعيه (للمنكوس) جمال عبدالناصر، فكانت لاءات الخرطوم الثلاثة لتعيد الدعم العربي لمصر، و في حرب اكتوبر كانت القوات السودانية في مقدمة القوات على الضفة الاخرى من القناة، و ظلت الحكومات المتعاقبة تمنح مصر خيراتنا بلا مقابل، و سكتت على اغراق التاريخ الفرعوني السوداني في وادي حلفا و على احتلال مصر لحلايب و شلاتين فكان ردهم و نظرتهم لنا.. يا عبيد يا ولاد الوسخة.

لقد تعدى الأمر النصر و الهزيمة في المجال الرياضي الذي هو اخاء ومحبة الى الاساءة لأمة بأكملها دون يتحرك أحد ليعيد ويحفظ لهذه الأمة كرامتها ولم يتقدم أحد باعتذاره، وكأنهم راضون بما هتفت به الآلاف داخل الاستاد لا الاتحاد الافريقي ولا حتى اتحاد الكرة المصري أو النادي الأهلي ولن نصمت ما لم يتحرك اتحاد الكرة لدينا، وتتوقف الأندية الرياضية عن المشاركات الافريقية حتى يتم إيقاف هذه المهزلة.

ظللنا طوال التاريخ نحاول الحفاظ على العلاقات الازلية التاريخية، التي تربطنا بالشعب المصري وظل الشعب المصري، يرد لنا ذلك بالإساءة والتصغير ويعمل على إشعال الفتن الداخلية، والوقوف خلف الحكومات الدكتاتورية لإذلال الشعب السوداني، ولكن قد طفح الكيل وبلغ السيل الزُبي وعلينا منذ اليوم أن نتعامل الند بالند.. وأن نثبت بأننا لسنا عبيد أولاد وسخة كما تحمله الصورة الذهنية للمصريين عن السودان.
والثورة مستمرة
والقصاص للشهداء أمر حتمي

الجريدة

Exit mobile version