عادات وثقافات: تجمع العائلة في رمضان.. فوائد دينية ونفسية وترفيهية

من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل اللمة التي تجمع شمل الأهل والأقارب، وتعيد تواصلهم، فمن أحب العبادات لله تعالى هي صلة الأرحام والأقارب، ويعتبر رمضان موسماً لذلك، حيث يخصص الناس اياماً للزيارات ودائماً ما تتركز في العشر الثانية من رمضان حتى بداية العشر الأخيرة، وهذه التجمعات العائلية تؤثر إيجاباً على الأفراد من الناحيتين النفسية والاجتماعية .
ومن عاداتنا نحن السودانيين التجهيز لهذه اللمة العائلية، فقبل رمضان ينظف المنزل نظافة يسميها النساء بـ (نظافة رمضان)، حيث يعد المنزل ليكون جاهز لإستقبال الضيوف في أي وقت، وفي رمضان يعد نساء المنزل أشهى وأطيب المأكولات تحسباً لقدوم اي ضيف ، ومن جهة أخرى يقوم الزائر -أيضاً- بتحضير أصناف للزيارة حتى يتسنى للطرفين مشاركة وتذوق طعام الآخر .
صلة الرحم أوصانا بها الله تعالى ورسوله الكريم، وتعتبر من أفضل العبادات في شهر رمضان، فيقول عادل، موظف لـ (الصيحة): شهر رمضان هو شهر العبادات، فبجانب الصيام والقيام والصلاة، يجب علينا وصل أرحامنا وزيارة أقاربنا الذين لم نزرهم منذ فترة طويلة، وفي ذلك إرضاء لله تعالى ولرسوله الكريم، وهي -أيضاً- نوع من الترفيه والتغيير والتجديد من جو المنزل الذي اعتدناه، وتقول -أيضاً- عائشة، ربة منزل لـ (الصيحة): رمضان موسم الزيارات، حيث نقوم في شهر رمضان الفضيل بزيارة الأقارب الذين طال لقائنا معهم بسبب الالتهاء بالمعيشة والحياة، وفي هذه اللمات دائماً ما نتجمع ونتسامر ونتذكر أيامنا الجميلة ونتشارك موائد الطعام مع بعضنا وكذلك هي فرصة لأداء صلة الرحم التي أمرنا بها الله تعالى .
من أجمل الأشياء التي يمكن أن نعلمها لأطفالنا هي وصل الأرحام، ويعتبر شهر رمضان هو أنسب فرصة لذلك، حيث يقول محمد، عامل بأحد المصانع لـ(الصيحة): رمضان فرصة يجب أن نغتنمها لزيارة الأهل والأقارب، لذلك أحرص في رمضان دائماً على أخذ أسرتي وأبنائي لزيارة أقاربنا والتعرف عليهم، وفي هذه اللمة تتجمع أجيال متعددة، من آباء وأجداد وأبناء حيث نحاول تعليم أبنائنا أن يصلوا رحمهم حتى بعد شهر رمضان الفضيل يجب أن يواصلوا هذه العبادة ولا يقطعوها .
بيت العائلة أو (البيت الكبير)، هو المكان حيث ذكريات الطفولة الجميلة وحيث الألفة والمحبة والشعور بالدفئ والسعادة، تقول هناء، موظفة لـ (الصيحة): لا يمر موسم لرمضان إلا ونتجمع فيه أنا وإخوتي وأبنائنا في البيت الكبير، ويعتبر يوم لمة البيت الكبير من أميز أيام رمضان، حيث يتسنى لنا أن نتذكر أيام الصبي فهو منزل نشأتنا الذي تربينا فيه، نتجمع أنا وإخوتي مع أمي وأبي وبعض من إخواتي الذين لم يتركوا المنزل، في يوم نتفق عليه، وأحياناً نبقى هناك لعدة أيام، فيتجمع الأولاد في ديوان المنزل ويتسامرون ويتبادلون أطراف الحديث ويتشاركون هموم الحياة، وكذلك نحن الأخوات نجتمع لمشاركة الأحاديث ومن ثم نتشارك في طبخ وإعداد مائدة رمضان، ومن بعض الأشياء الترفيهية التي نقوم بها هي التنافس في إعداد الطبق الأفضل في السفرة، وفي كل ذلك طاقة إيجابية، حيث تعتبر هذه الزيارة فرصة للتجديد والتخلص من الطاقة السلبية .

المصدر: الصيحة

Exit mobile version