حذر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من كارثة إنسانية تهدد السودان مع تواصل القتال هناك لليوم الـ11 على التوالي.
وقال غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في السودان إن ثلث السكان احتاجوا لمساعدات إنسانية قبل الأزمة، محذرا من أن العدد سيرتفع بشكل حاد بعد الأيام العشرة الماضية.
وفي السياق ذاته، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس إن المنازل والمتاجر والمدارس ومنشآت المياه والكهرباء والمساجد والمستشفيات تضررت أو دمرت بالكامل.
هروب رموز نظام البشير
في غضون ذلك، قال مراسل الجزيرة إن قادة من نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير خرجوا من سجن كوبر، ومنهم علي عثمان طه وأحمد هارون وعوض الجاز.
يأتي هذا فيما سُجلت الثلاثاء انتهاكات محدودة للهدنة الجديدة في السودان، وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عنها، وبينما تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب تشهد الأوضاع الإنسانية المزيد من التأزم.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع إطلاق نار كثيف وسماع دوي انفجارات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم وفي أم درمان رغم سريان هدنة جديدة لمدة 3 أيام.
ووقعت الخروقات بعد أن ساد الهدوء لساعات أنحاء عدة في العاصمة السودانية ومناطق أخرى كانت تشهد مواجهات بين الطرفين.
هدنة صامدة
من جانبه، قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للجزيرة إن الهدنة في السودان صامدة إلى الآن، مؤكدا أن وقف إطلاق النار مهم ليس فقط لإنهاء العنف ولكن للسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين.
وكان الجيش السوداني قال في وقت مبكر من الثلاثاء -في بيان بصفحته على فيسبوك- إنه وافق على “هدنة مشروطة بالتزام المتمردين بوقف جميع الأعمال العدائية”، في حين أعلنت قوات الدعم السريع الموافقة على الهدنة “لتسهيل الجهود الإنسانية”.
ويأتي التوصل إلى الهدنة الجديدة نتيجة وساطات قادتها الولايات المتحدة، في وقت يخشى فيه السودانيون من تصعيد جديد للمعارك يعقب إجلاء الرعايا الأجانب.إجلاء ونزوح جماعي
في غضون ذلك، تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، ولا سيما عبر ميناء ومطار مدينة بورتسودان.
وأجلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدبلوماسيين وعائلاتهم، لكن آلاف الرعايا الغربيين لا يزالون ينتظرون دورهم.
وفي الوقت نفسه، استبعدت واشنطن نشر أي جنود أميركيين أو قوات حفظ سلام في السودان.
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن هناك نقصا حادا في الماء والغذاء والدواء في السودان جراء الاشتباكات.
وقالت المنظمة الدولية إن 15 مليون سوداني يحتاجون للدعم الإنساني العاجل.
وبالتزامن، أعلنت منظمة الصحة العالمية ونقابة أطباء السودان ارتفاع أعداد ضحايا الاشتباكات.
وفي ظل التدهور الكبير للخدمات الطبية وغيرها وشلل الحركة التجارية والخشية من تجدد المعارك يتواصل نزوح المدنيين من الخرطوم نحو مدن أكثر أمنا.
الجزيرة