معارك الخرطوم .. أين تتمركز قوات “الدعم السريع”؟

ما زالت المعارك محتدمة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، في أكثر من موقع داخل مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، أم درمان، والخرطوم بحري.

وتعد الخرطوم مقرا لأهم المراكز الاستراتيجية في البلاد، باحتوائها على أكبر المطارات الدولية المدنية والعسكرية وقيادة القوات المسلحة والقصر الرئاسي وسفارات أجنبية.

ورغم دخول الهدنة الرابعة بين الطرفين يومها الثالث والأخير، ما زالت الاشتباكات متواصلة في الخرطوم بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وسط تضارب في المعلومات حول سيطرة كل طرف على بعض المواقع المهمة.

وعام 2013، تشكلت “الدعم السريع” لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها “متمردة” عقب اندلاع الاشتباكات.

الإطار التالي يرصد من خلال بيانات الطرفين وشهود العيان، أبرز المواقع التي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع” حتى اللحظة، وتتعرض من حين لآخر، لقصف وهجوم بنيران الجيش السوداني.

** محيط القصر الرئاسي
لليوم الثالث عشر على التوالي، شهدت وسط الخرطوم استمرارا للاشتباكات المتقطعة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة، وتعد المنطقة الأكثر أهمية وحيوية، إذ تتركز حولها الوزارات والمرافق الحكومية السيادية.

وما زالت “الدعم السريع” تسيطر على محيط القصر الرئاسي عبر قوات سبق أن كلفت بحماية القصر منذ عدة سنوات بالاشتراك مع الجيش السوداني.

والأربعاء، قالت “الدعم السريع” في بيان، إن الجيش هاجم مواقع تمركز قواتها بالقصر الرئاسي بالمدفعية والطيران الحربي، بينما لم يعلق الأخير على ذلك.

** منطقة المطار الدولي
يعد مطار الخرطوم الدولي أحد المواقع الاستراتيجية التي لم تحسم فيها المعركة تماما لصالح أحد طرفي القتال في السودان.

وتؤكد بيانات الجيش السوداني، الأربعاء، أن “فرق القناصة” التابعين لقوات “الدعم السريع” ما زالت “مستمرة في إطلاق النار في المناطق المحيطة بمطار الخرطوم وحي المطار السكني”.

ومنذ اندلاع الاشتباكات، يؤكد شهود عيان للأناضول أن الاشتباكات المتفرقة وسحب الدخان المتصاعد لم تفارق سماء مطار الخرطوم الدولي.

** محيط قيادة الجيش السوداني
تعد منطقة القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، بداية الانطلاق للاشتباكات الأولى بين الجيش و”الدعم السريع”، ففيها “بيت الضيافة” الذي يعد مقرا سكنيا لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وتعرض لهجوم عنيف من قوات “الدعم السريع” صباح 15 أبريل الجاري.

ووفق بيان للجيش السوداني، الأربعاء، فإن محيط القيادة العامة وموقع “إدارة المرافق الإستراتيجية” بالمنطقة تعرضا إلى “قصف مدفعي عشوائي” من قوات “الدعم السريع” الموجودة حول المكان.

** المختبر المركزي بالخرطوم
وفي محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم، لا تزال قوات “الدعم السريع” تسيطر على المنطقة التي يقع فيها “المعمل القومي للصحة العامة” وهو المختبر الذي حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من تحوله إلى “خطر بيولوجي كبير” إثر سيطرة مقاتلي “الدعم السريع” عليه.

وسبق لممثل المنظمة في السودان نعمة سعيد عابد، أن قال إن سيطرة المقاتلين على المختبر الذي يحتفظ بعينات من الأمراض، بما فيها الحصبة وشلل الأطفال، يمكن أن يتسبب في وضع “خطير للغاية”.

ولفت عابد إلى أن “الخبراء الفنيين لم يتمكنوا من الوصول إلى المختبر الوطني للصحة العامة لحماية المواد”، بسبب الوضع الأمني في المنطقة.

** مقر قيادة قوات الاحتياط
وفي وسط الخرطوم، أعلنت قوات “الدعم السريع” في بيان مصوّر نشرته الخميس، سيطرتها على مقر “قيادة قوات الاحتياط”، وكان المكان سابقا يتبع لقوات “الدفاع الشعبي” شبه العسكرية التي أنشئت في عهد الرئيس السابق عمر البشير.

** محيط منطقة قَرِّي ومصفاة البترول
وفي مدينة بحري شمال شرقي العاصمة الخرطوم تنتشر قوات “الدعم السريع” في مناطق متناثرة في محيط مصفاة الجيلي للمواد البترولية، ووفق شهود عيان حاولت هذه القوات، الثلاثاء، الوصول إليها إلا أن الجيش السوداني منعها من ذلك.

كما تتوزع أيضا مجاميع سياراتها العسكرية المتحركة على شوارع أحياء شمال مدينة بحري مثل شرق النيل، سوبا شرق، الدروشاب، العيلفون، وصولا إلى منطقة “قَرِّي الحرة” الواقعة غربي مصفاة الجيلي للبترول.

وذكر الجيش في بيان الأربعاء أن قوات “الدعم السريع” قامت “بسرقة عدد كبير من عربات التوزيع التابعة لشركات المواد الغذائية ومطاحن الغلال وشاحنات يجري استغلالها في نقل الذخائر من مستودعهم بقري مما يجعلها أهدافا عسكرية”، بينما لم يصدر من “الدعم السريع” تعليق فوري على بيان الجيش.

** محطة مياه مدينة بحري
وفي الخرطوم بحري شمال شرقي العاصمة، تسيطر قوات “الدعم السريع” على محطة المياه الرئيسية بالمدينة منذ انطلاق الاشتباكات بين الطرفين، وهو الأمر الذي أدى لتضرر المحطة وانقطاع المياه حتى اللحظة عن أحياء واسعة من المدينة.

** مناطق متفرقة بأم درمان
وفق شهود عيان، ما زال محيط مقر الإذاعة والتلفزيون القومي بمدينة أم درمان (شمال غرب) يشهد من حين لآخر اشتباكات متقطعة، وسط غموض في سيطرة أحد طرفي القتال على المنطقة المهمة التي تقع غربي العاصمة الخرطوم.

وحسب بيانات الجيش السوداني، تشهد “المناطق المحيطة بأحياء البستان والنخيل وأم بدة، والمنصورة وتقاطع القلابات وشارع ليبيا وصولا إلى سوق ليبيا” وجودا لقوات “الدعم السريع”.

كما ذكر شهود عيان للأناضول أن مناطق في “ود البشير” بمدينة أم بدة (غرب) ومناطق الفتيحاب (جنوب غرب) شهدت قصفا من الجيش الذي يحاول طرد قوات “الدعم السريع” من المنطقة.

الاناضول

Exit mobile version