سقطت أول قتيلة سودانية ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بالعراق، بعد أن تلقت أسرة كمال زين العابدين بالخرطوم نبأ مقتل ابنتها “روان” طالبة الطب ذات الـ 22 ربيعا في قصف جوي.
وقدرت مصادر تحدثت لـ “سودان تربيون” عدد السودانيين الذين قتلوا ضمن صفوف تنظيم الدولة بالعراق وسوريا بـ 35 قتيلا وفي ليبيا بحوالي 20 قتيل، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها مقتل فتاة. وتعد الحادثة الثالثة من نوعها خلال أسبوع.
وأقيمت سرادق العزاء في “روان” بحي السجانة جنوبي وسط الخرطوم، وكانت تدرس طب الأسنان في السنة الثالثة قل إلتحاقها بداعش صيف العام 2015.
وفي مطلع يوليو الحالي أبلغت أسرة سرار حمزة احدى الأسر السودانية الثرية بنبأ مقتل ابنها “حمزة” في غارة جوية نفذتها قوات التحالف على موقع يتبع لداعش في الموصل بالعراق، ويوم الخميس أعلن مقتل ميرغني بدوي البشير (أبو الحارث)، قتل في غارة جوية شنها سلاح الجو الإيطالي بطائرة بدون طيار في مدينة سرت الليبية.
ورجح الخبير في شؤون الجماعات الجهادية الهادي محمد الأمين لـ(سودان تربيون) مقتل روان كمال زين العابدين في قصف جوي بعد نحو أسبوع من مقتل حمزة سرار حمزة الحسن ايضا في قصف جوي ليصبح عدد من قتلوا من الفوج الثاني من طلاب جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة 5 طلاب “محمد معتصم الكنزي، أيمن صديق، أمير مأمون سيد احمد العوض، حمزة سرار حمزة الحسن وروان كمال زين العابدين”.
وكانت روان وحمزة ضمن الفوج الثاني الذي يضم 18 طالبا سودانيا ـ بينهم 3 طالبات ـ غادروا صيف العام الماضي إلى تركيا للإلتحاق بداعش في العراق وسوريا، بينهم 10 من حملة الجوازات الغربية، ويدرسون بجامعة العلوم الطبية، واستقر الفوج في مناطق الموصل ونينوى لتقديم الخدمات الطبية في مواقع يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الهادي “إن حادثة مغادرة طالبات صغيرات السن من الخرطوم للإلتحاق بتنظيم الدولة شكل مفاجأة للرأي العام الداخلي والخارجي لكن المفاجأة الأكبر هو خبر مقتل (روان) كأول فتاة سودانية تقتل في قصف جوي ضمن (داعش) في سابقة نادرة”.
واعتبر أن روان تعد ضمن ثلاث أسر سودانية تقدم البيعة والولاء والطاعة لقائد داعش أبو بكر البغدادي وتتبع البيعة بالهجرة والعيش تحت مظلة خلافة التنظيم، حيث إلتحقت برفقة زوجها الذي ما زال يقاتل هناك.
وتم عقد قران روان كمال زين العابدين من زميل لها في التنظيم وسافرا سويا للانضمام لداعش، وتميزت القتيلة بالنبوغ، ووالداها من كبار الأطباء الإخصائيين. ولديها طفلة رجحت مصادر نجاتها مع أبيها من القصف.
و في وقت سابق، غادرت أسرة المقاتل المهندس أمجد فيصل من أبناء مدينة النيل في أمدرمان، الخرطوم للانضمام للتنظيم هو وزوجته وابنه وشقيقه أحمد فيصل الذي لقي حتفه قبل 5 أشهر، كما إلتحقت أسرة الصيدلي مصطفى عثمان فقيري الذي كان يدرس بجامعة العلوم الطبية ويسكن حي العمارات بالخرطوم بداعش مع زوجته وقتل قبل عام.
وتشكل المغادرة للانضمام لقوات داعش المرحلة الثانية في عملية الولاء للتنظيم الجهادي فأول خطوة هي البيعة وتستوجب الهجرة أو الاستقرار بدار الخلافة أو أن يأمر القائد الشخص المهاجر بالرجوع لبلاده لتأسيس خلايا.
وطبقا للهادي محمد الأمين فإن نحو 150 سوداني يقاتل ضمن صفوف داعش في العراق وسوريا، منهم 56 سودانيا وصلوا من دول أخرى إلى جانب 45 طالبا من جامعة العلوم الطبية التحقوا بالتنظيم عبر 3 أفواج، وقتل منهم 35 شخصا.
وأشار إلى أنه ووفقا للرصد والمتابعة فإن 10 من الشباب السودانيين وصلوا سوريا والعراق من مالي عبر ليبيا.
وقالت وزارة الداخلية العام الماضي إن نحو 70 سودانيا، من الجنسين، التحقوا بتنظيم “داعش” في ليبيا وسوريا، عاد منهم الى البلاد اثنين فقط، لكن معلومات متطابقة أفادت بعد ذلك أن عدد الطلاب السودانيين في تنظيم الدولة يفوق تلك الإحصاءات بكثير.