قلل خبراء ومفاوضون سابقون في ملف سد النهضة من احتمالات استغلال الجارة الإثيوبية ظروف الحرب الدائرة في السودان من أجل تمرير أجندتها فيما يتعلق بالسد، إلا أن المخاوف في كل من السودان ومصر ما زالت متواصلة، وخاصة في ظل توقف المفاوضات بشكل تام بسبب الاشتباكات في السودان.
وقال الخبير السوداني في المياه أحمد المفتي، لـ”العربي الجديد” إن إثيوبيا ليست بحاجة لاستغلال الوضع في السودان لفعل ذلك لموافقة السودان من قبل على الملء الأول والثاني والثالث.
وقال عضو وفد التفاوض السابق حول سد النهضة دياب قسم السيد، لـ”العربي الجديد” إن “إثيوبيا لا تأبه بالحرب أو السلم ولا يفرق معها طالما أن الأمر يتعلق بسد النهضة، فلا توجد لديها معوقات أمام استمرار تشييده سواء من جانب السودان أو مصر، وهي ماضية في ذلك غير مبالية بأي مؤثرات باستثناء الإمكانيات والظروف الطبيعية الخاصة بالتشغيل”.
وأوضح السيد أن سدود السودان ستستمر في تخبطها مع كل تغيير يطرأ في برنامج التشغيل، والتحوطات المطلوبة حال تناقص الوارد من المياه كما تم في الأعوام السابقة.
وقال إن الداخل السوداني كان متخوفا من استغلال إثيوبيا لظروف الحرب للدخول لمنطقة الفشقة الحدودية، غير أن الأخيرة تحفظت كسبا لود الشعب السوداني، مؤكدا قيام المزارعين الإثيوبيين بالزراعة في الفشقة بإجراء فردي دون توجيه من حكومتهم.وأشار إلى توقف التفاوض حول سد النهضة منذ قبل الحرب وهذا الإيقاف من صالح إثيوبيا بنسبة مائة بالمائة.
ورفض وزير الري ضوالبيت منصور التعليق بشكل موسع لـ”العربي الجديد” حول هذا الملف. وقال باقتضاب: نأمل أن يستقر العمل ونتحرك إلى الأمام.
ومن جانب ثان، حذر زراعيون وخبراء اقتصاد من فشل الموسم الزراعي. وأكدوا عدم قدرة الحكومة على توفير التمويل اللازم للعمليات الزراعية بعد توقف ونهب البنوك، وعدم قدرة الدولة على إيصال المدخلات الزراعية إلى كافة أنحاء البلاد، خاصة المناطق الزراعية، والتي توجد أغلبها في مناطق النزاع بولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يهدد الموسم الزراعي، ويزيد مخاطر انعدام الأمن الغذائي. وقال المكتب في بيان، مؤخراً، إن فقدان الموسم الزراعي، سيؤدي إلى زيادة عدد الذين يواجهون الجوع في البلاد.
وتابع: يهدد الصراع موسم الزراعة الرئيسي، في وقت ارتفعت فيه أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، مما يفاقم مخاطر انعدام الأمن الغذائي في الفترة المقبلة.
ويؤكد وزير المالية جبريل إبراهيم، حرص وزارته على إنجاح الموسم الزراعي الصيفي في كافة ولايات البلاد.
وقال في تصريحات صحافية، إن الوزارة تبذل جهودا لتوفير التمويل والمواد البترولية للموسم الزراعي، بالإضافة إلى توفير المدخلات الزراعية الأخرى من تقاوٍ وأسمدة وغيرها.
وطالب الوزير في اجتماع إدارات البنوك التجارية بمراعاة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، واستشعار المسؤولية الوطنية بتمويل المزارعين لتحقيق الكفاية من الإنتاج.
العربي الجديد