ولدت المصورة يمنى الأراشي وترعرعت في واشنطن؛ ومع ذلك، لا تزال تشعر أن اليمن هو موطنها.
بعد أن قامت برحلة إلى اليمن بوصفها مصورة صحفية تنتقل بين المدن الصغيرة والطرق الجبلية، أصيبت يمنى بانزعاج بالغ جراء التساؤل المتكرر حول كيفية معاملة المرأة في الشرق الأوسط.
شعرت يمنى أن السؤال يحاصر النساء اللاتي تعرف أنهن يتولين قيادة أسرهن ومجتمعاتهن باعتبارهن ضحايا بحاجة للحماية.
ونقل تقريرٌ نشرته النسخة الأميركية لـ”هافينغتون بوست”، عن المصورة قولها: “كان هناك صراع بداخلي للدفاع عن المرأة بعدما سمعت التساؤل المتكرر حول تجربتي كامرأة في الشرق الأوسط”.
رموز للقمع
ويرى العديدون في الدول الغربية أن الحجاب والنقاب والبرقع وغيرها ليست سوى رموزٍ لسوء المعاملة والقمع وسلب الإرادة الحرة ولكل ما توقع الكثيرون أن يجدوا له إجابة لدى الأراشي. ومع ذلك، تجد الفنانة ذاتها أن تلك الأشياء تمثل شيئاً مختلفاً تماماً.
ونظراً لأنها ذهبت إلى اليمن قبيل اندلاع الحرب الأهلية مباشرة، كانت الريبة تسيطر على كل ما حولها، حيث تنتشر نقاط التفتيش في كل مكان وتذكرنا جداريات المعارضة دائماً بالاضطرابات المتصاعدة. كان مناخاً محفوفاً بالمخاطر للجميع، وخاصة لصحفية أميركية.
ومع ذلك، كانت الأراشي تشعر بالأمان التام في ظل حماية غطاء الرأس والجسم. وأصبح الرداء مصدراً للقوة والحماية.
وقالت الأراشي: “شعرت بقوة هائلة أثناء ارتداء الحجاب وأردت أن التقط صورة لي مرتدية إياه”.
وتتناول الأراشي في سلسلة “اليمن الشمالية” روعة المناظر الطبيعية اليمنية والنساء اللاتي يعشن بها.
رموز القوة
وذكرت الأراشي “أردت توضيح جانبٍ آخر لارتداء الحجاب، وهو جانبٌ يستعرض صفات النينجا من القوة والفضيلة والجمال. وتعلمت خلال ذلك الحاجة إلى ارتداء حجاب في مثل هذه البلدان والمزايا التي حققه لي ذلك في عملي”.
وفي الصور التي التقطتها للأراضي، كان الحجاب يشبه زي الأبطال حيث يحمي ويساعد من يرتديه.
وتأمل الأراشي من خلال الصور أن تنأى بالحوارات حول حقوق المرأة في الشرق الأوسط بعيداً عمّا هو معتاد.
وأضافت الأراشي “غالباً ما يتجاهل الناس المرأة المسلمة باعتبارها لا تحظى بالقوة أو الهوية نظراً لارتداء الحجاب. اعتقد أن تحرير المرأة لا يتطلب منها أن تلتزم بزي محدد – سواء كان حجاباً أو رداء بحر بيكيني.
فتعريف تحرير المرأة استناداً على المظهر البدني لا يعد التزاماً بالمعنى الحقيقي للكلمة، ويساعد تحرير المرأة على حصولها على نفس الحقوق في كل مجال بغض النظر عما ترتديه”.
احترامٌ لا نراه في العالم الغربي
وتأمل الفنانة أيضاً أن توضح سبب إساءة فهم الحجاب والنقاب في الغرب وكيف أن تلك الملابس ليست بالضرورة رمزاً للاضطهاد، بل على العكس تماماً. “أحياناً أجد المرأة المحجبة أكثر تحرراً من غيرها.
وهناك احترام للمرأة المحجبة في هذا المجتمع لا نراه في العالم الغربي. ولا اعتقد أنني أكثر تحرراً من المرأة المحجبة لأنه يتعين وفقاً للثقافة الأميركية أن أتصرّف وأبدو بصورة معينة؛ وحتى في تلك الحالة، لا تتم معاملتي بكل احترام”.
واختتمت الأراشي تعليقها “تحرير المرأة سوف يصبح مكتملاً حينما نستطيع احترام المرأة تماماً”.
العربي