وفاة 13 من أطفال مرضى الكلى بسبب مضاعفات العلاج البديل

توفي 13 طفل من المصابين بمرض الكلى بسبب انعدام العلاج وإخضاعهم لبروتوكول علاجي خاص بالكبار كحل بديل تسبب لهم في مضاعفات جسيمة فارقوا على إثرها الحياة.

وادت الحرب التي تدور رحاها بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي لانهيار النظام الصحي في الخرطوم وتوقف عديد من المشافي بعد استهدافها من الاطراف المتقاتلة واتخاذها مقرا عسكريا لقوات الدعم السريع.

وتوقفت تبعا لذلك عديد من مراكز غسيل الكلى سيما الكائنة في وسط الخرطوم التي تعد منطقة عمليات نشطة كما تضاءلت الإمدادات الطبية للمراكز الطرفية فيما انعدمت بشكل كامل في بعض المناطق.

ووسط هذه الأوضاع المعقدة، تضطر عديد من أمهات أطفال مصابين بالكلى للموافقة على استخدام العلاج المخصص للكبار في الغسيل برغم المخاطر التي تهدد حياة الصغار.

وقالت سيده حامد والدة طفلة مصابة لسودان تربيون ” لانملك خيار سوى الرضى بالحل البديل لأن فيه بصيص أمل للنجاة من الموت”.

ورصدت سودان تربيون أثناء جولة بالمستشفى التركي جنوب الخرطوم حالة طفلة خضعت للغسيل بمستلزمات معدة للكبار وأصيبت بهبوط حاد لكن تدخل طبيب الأطفال بإيقاف ماكينة الغسيل أنقذها من موت محقق.

ويصاب الأطفال بعد هذه الجرعات بالغثيان والحمى وتورم في القدمين.

وقال عبد الله محمد نوري عضو المنظمة الخيرية لأطفال الكلى إن مراكز الأطفال المخصصة للغسيل توقفت بسبب الحرب ومعظمهم يتلقى العلاج الآن بمستشفى التركي بضاحية الكلاكلة لأنها الأكثر آماناً في ظل الاشتباكات المستمرة بين الجيش والدعم السريع.

وأكد عدم وصول الأدوية الخاصة بالأطفال منذ اندلاع الحرب كما لا توجد أي تحركات لاستجلابها من الخارج.

وأشار نوري في حديثه لسودان تربيون إلى خطورة تلقي الأطفال جرعات الكبار محذراً من أن الموت يطوف حولهم، لما له من مضاعفات جانبية مضرة قد يظهر تأثيرها لاحقا.

وناشد جهات الاختصاص والمنظمات العالمية بالالتفات لهذا الأمر ووضعه نصب الأعين.

واكد نوري وجود جهود فردية لتوفير جرعة الأطفال واستدرك قائلا “لاتوجد ضمانات لوصولها لأنها تأتي عبر أشخاص معرضين لخطر النهب والسرقة”.

وقال انه تمكن من تأمين وصول مجموعة من الأطفال الى بعض الولايات لتلقي العلاج المناسب، وضمان تحركهم في مساحات آمنة.

وقالت أم عمر ان طفلها مريض بالكلى وعمره لا يتعدى الأربع سنوات وروت معاناتهم للوصول للمستشفى وأضافت “تتعرض لنا أحيانا قوات الدعم السريع ونعيش حالة من الرعب ولذلك اقترحت علينا المنظمة السفر للولايات لتلقي العلاج هناك، وسأتوجه الى النيل الأبيض واجهل المصير الذي ينتظر ابني”.

وقال عبد الله نوري ان قسم غسيل الكلى بالمستشفى التركي يعاني نقصا في الكادر الطبي، وأردف “لاستمرار العمل في هذا القسم الهام يجمع المرضى رسوم رمزية لتأمين متابعة فني تقني وممرض”

ويشهد المستشفى التركي تكدساً لمرضى الكلى بعد توقف عدد من المستشفيات بفعل الحرب واضطر بعض المرضى للمبيت في باحة المستشفى لعدة أيام في انتظار الجلسة.

وبالمقابل لجأت المستشفى لتقليص أيام الغسيل ليوم واحد بدلاً عن يومين في الأسبوع، وتستمر الجلسة لساعتين فقط بدلا عن أربع ، ما أدى لتدهور الوضع الصحي لمعظم المرضى

وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعطيل قسم الغسيل وإرجاء جرعات المرضى ما فاقم الأوضاع لحد وفاة بعض المنتظرين.

وشكا عدد من المرضى من انعدام الدواء مؤكدين أنهم يضطرون لشراء مستلزمات العلاج بأسعار مرتفعة.

وشكت رحمة إبراهيم إهمال جهات الاختصاص وقالت نسكن مناطق بعيدة ونضطر لتأجير سيارة بأسعار باهظة وعندما نصل المستشفى نُصدم بانقطاع الكهربائي او انعدام الوقود لتشغيل المولدات وبالتالي تتأجل جلسة الغسيل.

وأضافت ” نضطر للمبيت أيام وتوفير اُجرة العودة للمنزل وتحاشياً للمضايقات التي نجدها من قوات الدعم السريع في الطريق”.

المصدر: سودان تربيون

Exit mobile version