شارك محمد صلاح؛ نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي، مع متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مع لوحة “فتاة المظلة” للفنان الإنجليزي بانكسي، وهو واحد من الفنانين الكبار في الجرافيتي، إذ اشتهر بفن الشارع منذ ظهوره في التسعينيات، والذي يقدم من خلاله نقدًا اجتماعيًا قويًا، بدون أن يكشف عن هويته الحقيقية. يزور بانسكي مناطق مرّت بأزمات ويضع رسوماته هناك دون أن يكشف عن هويته، وكان قد زار من قبل قطاع غزة عام 2015 ليرسم لوحات تعبر عن مأساة القصف على جدران البيوت المنكوبة، فما هي قصة لوحته “فتاة المظلة”؟
لوحة “فتاة المظلة”، والتي يطلق عليها أيضًا “فتاة المطر”، و”فتاة نولا مع المظلة”هي عمل جرافيتي للفنان بانسكي قام بتنفيذه في زاوية مركز استقبال في نيو أورلينز؛ وهي أكبر مدن ولاية لويزيانا الأمريكية. رسم بانكسي هذه اللوحة في أعقاب إعصار كاترينا في عام 2005، الذي دمر “نيو أورلينز” وأثار نقاشات اجتماعية وسياسية بسبب استجابة الحكومة الفيدرالية غير الكافية للكارثة الطبيعية. يصور العمل في صورة أحادية اللون (رسومات سوداء على الخرسانة البيضاء)، فتاة صغيرة حزينة تحمل مظلة تحت مطر غزير، والتي عند إلقاء نظرة فاحصة لها تكتشف أن المطر لا يهطل خارج المظلة فقط وإنما داخلها أيضًا. تعرضت المدينة للندوب من الآثار المدمرة لإعصار كاترينا، عندما اندلعت السدود التي كان من المفترض أن تحمي المدينة من الفيضانات وفقدت الآلاف من الأرواح والشركات والمنازل، أنشأ بانكسي نولا (لقب المدينة) للتعاطف مع سكان نيو أورلينز، وترك هذا العمل تأثيرًا عميقًا على السكان حتى أن بعض مواطني نيو أورلينز قاموا برسم عمل بانسكي بالوشم على بشرتهم.
قدّم بانسكي العمل مطبوعًا في إصدار محدود من 289 عملاً موقعًا في عام 2008، ولاحقًا، قدّم منها 63 مطبوعة تتميز بأمطار رمادية، ثم ظهرت 32 مطبوعة بأمطار برتقالية، و31 مطبوعة باللون الأصفر للأمطار، و66 أيضًا بمطر متعدد الألوان. كل هذه الأعمال مرقمة وموقعة من الفنان. تعرض اللوحة باللون الأصفر للأمطار في جاليري “مادوكس” بلندن، ويصل سعرها إلى ما يزيد عن 200 ألف جنيه إسترليني.
“الدستور”
المصدر: النيلين
