أدان مجلس الأمن بالأمم المتحدة، الجمعة، بشدة “المساعي الرامية لتغيير السلطة الشرعية للنيجر على نحو غير دستوري”، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس النيجر محمد بازوم.
وشدد المجلس المؤلف من 15 عضواً في بيان تم الاتفاق عليه بالإجماع على ضرورة حماية بازوم وأسرته وأعضاء حكومته.
وجاء في البيان أن “أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكم في المنطقة وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي”.
كما قالت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ رئيس النيجر المخلوع بازوم خلال اتصال هاتفي أن الولايات المتحدة ستعمل على ضمان استعادة النظام الدستوري بالكامل في أعقاب الانقلاب العسكري.
وأضافت الوزارة أن بلينكن تحدث هاتفيا أيضا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وبحث معها الجهود المبذولة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.
الأمم المتحدة تؤكد مواصلة تقديم المساعدات
تواصل الأمم المتحدة عملياتها الإنسانية في النيجر، على الرغم من تعليق المساعدات جوا في أعقاب الانقلاب، حسبما أكدت منسقة البرنامج الأممي الإنمائي في هذا البلد الواقع بمنطقة الساحل.
وكان أحد المتحدثين باسم الأمم المتحدة قال الخميس إن العمليات الإنسانية “علقت” في النيجر بسبب الانقلاب العسكري.
لكنّ نيكول كواسي، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في النيجر، شددت الجمعة على أن عمليات الإغاثة والتنمية وحفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة “مستمرة”.
وأوضحت أن “ما علّقناه هو الرحلات الجوية لتوصيل المساعدات الإنسانية”، مضيفة أنها “عُلِّقت مؤقتا، فقط بسبب إغلاق المجال الجوي النيجري نظرا إلى إغلاق الحدود”.
وأضافت كواسي للصحافة عبر فيديو صُوّر في نيامي وبُثّ في نيويورك “نحن ملتزمون مواصلة عملنا العملياتي على الأرض نظرا إلى الوضع”.
من جهته قال جان نويل جانتيل، مدير برنامج الأغذية العالمي في النيجر، الجمعة إن “الاستجابة الإنسانية مستمرة على الأرض ولم تتوقف أبدا”.
وأضاف: “نحن قادرون على الوصول إلى المناطق المعرضة للخطر والسكان الضعفاء في النيجر”.
واشنطن تحذر النيجر
كما أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أن الإطاحة بالرئيس المنتخب للنيجر تُعرّض للخطر المساعدات العسكرية الأميركية لهذه الدولة الفقيرة ذات الموقع الاستراتيجي.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض للصحافيين: “نذكر أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة بالقوة أن إطاحة الرئيس المنتخب ديموقراطيا (محمد) بازوم (ستعرّض) تعاون الولايات المتحدة الكبير مع حكومة النيجر للخطر”.
وأضاف: “الاستيلاء العسكري قد يدفع الولايات المتحدة لوقف التعاون الأمني وسواه مع حكومة النيجر”.
كما حذر كيربي من أن الانقلاب “من شأنه أن يقوي المنظمات المتطرفة العنيفة ويقوض الاستقرار” و”يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن والعنف في المنطقة”.
وظهر الجنرال عبد الرحمن تشياني قائد الحرس الرئاسي في النيجر الذي يقف وراء الانقلاب، على التلفزيون الرسمي الجمعة باعتباره الرجل القوي الجديد في البلاد.
واعتقل بازوم رغم احتجاجات الحكومات الإفريقية والأوروبية والأميركية.
لكن كيربي أكد أن واشنطن ما زالت تأمل في التوصل إلى حل. وقال: “نعتقد أنه لا يزال هناك مجال للدبلوماسية هنا، وأن هذه الدبلوماسية تتم متابعتها بنشاط ليس من الولايات المتحدة فحسب، لكن أيضا من جانب حلفائنا وشركائنا الأفارقة أيضا”.
وتواصلت الولايات المتحدة مع بازوم ومسؤولي الدفاع في النيجر، لكن كيربي لفت إلى أنه لا يعلم عن “أي محادثات محددة” مع زعيم الانقلاب.
وأوضح كيربي أن قرابة 1000 جندي أميركي في النيجر سيبقون في أماكنهم حاليا.
وتابع: “إلى جانب الشركاء الدوليين الآخرين، نراقب هذا الوضع عن كثب لتحديد خطواتنا التالية بشكل جماعي”.
وتوجه كيربي إلى شعب النيجر بالقول: “من المهم أن تعرفوا أن الولايات المتحدة وهذه الإدارة تقف إلى جانبكم”.
وفي وقت سابق، أدان الاتحاد الأوروبي، الجمعة، “بشدة” الانقلاب العسكري في النيجر، وهدّد بوقف المساعدات المالية لهذا البلد الواقع في منطقة الساحل، وفق بيان صادر عن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
يؤكد: لن أتوقف عن الترشح للانتخابات حتى لو تمت إدانتي ترمب يؤكد: لن أتوقف عن الترشح للانتخابات حتى لو تمت إدانتي الحدث
وحذر بوريل من أن “أي خرق للنظام الدستوري ستكون له عواقب على التعاون بين الاتحاد الأوروبي والنيجر، بما في ذلك الوقف الفوري لكافة أشكال الدعم المالي”، معتبراً أن الإطاحة بالرئيس محمد بازوم “هجوم خطير على الاستقرار والديمقراطية”.
وأضاف بوريل في بيان: “نبقى على تنسيق وثيق مع رؤساء الدول” في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مكررا “دعم الاتحاد الأوروبي لما تقوم به المنظمة وللجهود القائمة للسماح بعودة فورية إلى النظام الدستوري”.
الحدث