أصبحت الشابة السودانية ستنا أحمد تقف في منتصف الطريق، فهي لم تعد تعرف أي وجهة ستسلك ، فحين قررت حمل أحلامها والتوجه إلى الأردن كانت تظن أن الطريق سهل، وأنها لن تجد صعوبات تعرقل مسيرها، في وقت تتابع أخبار الحرب في بلدها، وتتساءل: كيف لها أن تعود، في ظل ما يحدث من قتل وتشريد وهدم وجوع؟
منذ عام 2019 ما زالت هذه العشرينية تنتظر بطاقة اللجوء من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وما زالت إجابة المفوضية معلقة، وتشير المعطيات إلى أن الاستجابة لطلب هذه الفتاة ستكون على الأرجح بالرفض، حيث تعاني المفوضية من أزمة مالية، ما انعكس بشكل مباشر على تعاطيها مع الطلبات المقدمة لها.
قبل مجيئها إلى الأردن كانت الفتاة تدرس علم النفس في جامعة السودان، وقطعت في هذا التخصص شوطاً كبيراً، ولم يتبق لها إلا سنة واحدة للتخرج.
وثائق ضائعة
بعد أن وقعت الحرب في السودان علمت ستنا أحمد أن وثائقها الثبوتية في الجامعة لم تعد موجودة، وليس بإمكانها الحصول عليها، ما يعني أنها لن تستطيع استكمال دراستها سواء في بلدها أو في أي بلد آخر، وبالتالي عليها أن تبدأ من الصفر. تقول: «ما يحصل في السودان أمر في غاية التعقيد، وجميعنا نعلم أن هذه الأزمة سوف تطول، ولن يكون الفرج قريباً، فالصراع القبلي شائك، ولن تكون هناك تنازلات من أي طرف، وعلى أرض الواقع فإن منازلنا، وكل ما نملك احترق، حتى الأراضي التي كنا نزرعها بالقمح في منطقة دارفور باتت سوداء جراء القذائف، وأغلب أهالينا إما قتلوا وإما نزحوا إلى مناطق مجاورة حفاظاً على حياتهم».
فرص عمل
وحول مصيرها في الأردن تقول ستنا: إن حالها صعبة جداً، وهي الآن تقيم مع أختها وعائلتها، حيث يقطن في المنزل الصغير أكثر من 10 أشخاص بأعمار متفاوتة، وأحوال أسرة أختها المادية لا تسر، مشيرة إلى أن إيجاد فرصة عمل في الأردن في غاية الصعوبة، وإن وجدت هذه الفرصة فإن الأجر متدنٍ، ولا يتناسب مع تكاليف الحياة الباهظة.
توضح ستنا أن أعداد اللاجئين السودانيين في الأردن ليست قليلة، وهم يشعرون بالقلق على بلدهم، وهناك عدد منهم ألغى فكرة العودة إلى السودان، وقرر البقاء تحت مظلة اللجوء، بالرغم من أن المفوضية في الآونة الأخيرة قطعت عن جزء كبير منهم المساعدات النقدية، التي تقدم لهم، وتسعفهم في توفير الغذاء وغيره من الأساسيات، وهم على يقين بأن حلمهم في الهجرة إلى بلد أوروبي أصبح من المستحيلات، نتيجة الحرب الأوكرانية.
البيان