المؤامرة على السودان!
الكاتب : أسامة الغزالي حرب
لا أظن أن الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، كان مبالغا عندما قال.. إن السودان يواجه أكبر مؤامرة فى تاريخه الحديث، تستهدف كيان وهوية ومصير شعبه… وكما جاء أمس فى الأهرام (ص7) فقد جاء هذا التصريح، فى كلمة للبرهان بمناسبة العيد 69 للقوات المسلحة السودانية.
إننى أتابع بدقة ما يجرى فى السودان الشقيق،لأننى أوقن- كما كررت مرار- أن أمن مصر من أمن السودان، وأن أمن السودان هو من أمن مصر.
وأوقن أنه ليست هناك علاقات إقليمية أصيلة وحميمة، مثل العلاقات المصرية السودانية، وأتمنى أن يعود السودان إلى طابعه السلمى الأصيل، البعيد عن العنف والدماء.. وأتمنى أن تتاح الفرصة للسودانيين كى يعمروا بلدهم ويستثمروا ثرواته الطبيعية الهائلة لتنمية بلدهم الجميل…وليس لتدميره وتخريبه! وكما جاء فى أنباء الأمس، فقد وجه البرهان انتقادات حادة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، واتهمه بالسعى إلى الهيمنة على مقدرات السودان تحت شعار الحكم المدنى! والحقيقة أن كلا الطرفين (البرهان ودقلو) يعدان السودانيين بحكم مدنى عندما تستقر الأوضاع! وليس فى هذا- كما كتبت مرار- أى جديد، فالسودان منذ استقلاله عام 1956 تقلب بين الحكم المدنى والحكم العسكرى: وعندما كان يتعثر الحكم المدنى، يتدخل الجيش ليصحح هذا الوضع، إلى أن تنضج الظروف للاحتجاجات التى تطيح بالعسكر- كما يقولون… وهكذا! غير ان مجرد أن يكون الحكم مدنيا لا يعنى فى الحقيقة أى شيء إلا بما يحققه على أرض الواقع من إنجازات ملموسة. والثورات الكبرى فى تاريخ العالم قامت ضد نظم حكم مدنية ثبت فشلها، او هرمت وشاخت. وللأسف فإن التاريخ الحديث لجمهورية السودان منذ نشأتها فى 1956 لم يخرج عن تلك القواعد: حكم مدنى يفشل، يتلوه حكم عسكرى ما يلبث أن يفشل بدوره ليحل محله حكم مدنى…. لتتكرر نفس الدورة الجهنمية! المهم أيها الأشقاء الأعزاء أولا أن يكون الحكم فعالا مستقرا وكفؤا وقادرا على النهوض ببلادكم! نعم …الحكم الديمقراطى حلم طيب وجميل، ولكن ألأجمل منه أن يكون مستقرا وأن يقدر على تحقيق نمو واستقرار مستمرين… ولو حتى لعشر سنوات فقط!
*نقلاً عن “الأهرام”