بعد الانتهاكات التي وقعت في المدينة خلال الأشهر الماضية من الاقتتال الذي تفجر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، طالبت مجموعة القبائل العربية بمدينة الجنينة في غرب دارفور بالتحقيق بما جرى من جرائم على أيدي مسلحين.
وناشدت القبائل في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إرسال فريق مختص من النيابة والشرطة للتحقيق في أحداث الجنينة خلال الفترة الماضية، تحقيقا للعدالة.
كما أعلنت دعمها لمبادرة والي الولاية المكلف تجاني كرشوم، الرامية إلى إرساء الأمن في الجنينة، داعية قبيلة المساليت التي نزح ولجأ أفرادها إلى العودة للمدينة والمساهمة في إعادة الوضع إلى سابق عهدها.
وختمت مؤكدة أنها تقف على مسافة واحدة من الجيش والدعم السريع على السواء.
شبح حرب عرقية وقبلية
وكانت الجنينة شهدت منذ أشهر عدة قتالاً عنيفاً وأعمال تصفية جماعية، دانتها الأمم المتحدة، محذرة من شبح حرب عرقية وقبلية في هذا الإقليم المثخن بالجراح.
ففي يونيو الماضي، اغتيل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، وأحد رموز قيادات قبيلة “المساليت” ليزيد التوتر في الجنينة، لاسيما أن هذا الاغتيال أتى بعد أيام على مقتل طارق عبد الرحمن بحر الدين، شقيق سلطان قبيلة المساليت.
ومنذ اندلاع القتال بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في السودان منتصف أبريل الماضي، تصاعدت المخاوف من انزلاق إقليم دارفور في أتون حرب أهلية وقبلية مريرة، لا سيما أن المنطقة تحفل بذكريات أليمة.
إذ يزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، لا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.
وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً.
ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع.
العربية نت