خطوط حمراء عربية واضحة في مأساة غزة، رسمتها قمة القاهرة للسلام، لتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في حماية المدنيين ومنع التهجير.
وخلال القمة التي بدأت في القاهرة صباح اليوم، وجه الزعماء ووزراء الخارجية العرب رسائل للعالم، تحمل لاءات عربية في ملفات استهداف المدنيين والتهجير وغيرها.
إذ قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إن بلاده تعمل على وقف فوري لإطلاق النار بغزة وضمان ممرات إنسانية آمنة.
وأوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا): “شاركت اليوم في قمة القاهرة للسلام، في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة”.
وأضاف: “تعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل”.
كما شدد رئيس دولة الإمارات على ضرورة التصدي للأصوات التي تحاول استغلال الصراع لبث خطاب الكراهية والترويج لها لما لذلك من آثار خطيرة على التعايش والسلم ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما في العالم أجمع.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن تصفية القضية الفلسطينية لن تحدث وفي كل الأحوال ليست على حساب بلاده.
وقال السيسي إن شعوب العالم كله تترقب بعيون متسعة مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة اتصالا بالتصعيد العسكري في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن اللقاء يأتي في أوقات صعبة تمتحن إنسانيتنا قبل مصالحنا، مشددا على أن بلاده انخرطت في جهود مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة.
وجدد السيسي تأكيده على رفض القاهرة التام للتهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى أراضي سيناء.
السعودية بدورها، جددت، السبت، رفضها لمطالب تهجير سكان غزة، داعية لفتح المعابر لإدخال المساعدات.
وقال الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود وزير الخارجية السعودي خلال كلمته أمام قمة القاهرة للسلام، إن المملكة تشجب أي استهداف للمدنيين ونرفض الازدواجية التي يمارسها البعض في المجتمع الدولي.
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن الأحداث الجارية في فلسطين تحتم علينا التحرك العاجل لإيجاد حل سلمي. كما شدد على رفض المملكة مطالب تهجير سكان غزة وندعو لفتح المعابر لإدخال المساعدات.
وفي كلمته، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، السبت: «يجب حماية المدنيين وعدم استهدافهم وفق القوانين الدولية»، مضيفا «نرفض كل الأفكار الهادفة إلى ترحيل الفلسطينيين وتهديد الأمن القومي للدول المجاورة».
بدوره، قال رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، إن «الشعب الفلسطيني يتعرض إلى عملية إبادة جماعية باستهداف المدنيين».
وأضاف أنه «من الصعب تصوير ما يحدث في غزة بالكلمات»، متهما المجتمع الدولي بـ«الفشل في تطبيق ما ينادي به من قيم إنسانية وعدل وحرية فيما يخص القضية الفلسطينية».
وتابع أن «غزة اليوم تشكل امتحاناً جديداً للنظام العالمي»، محذرا من أن «الصراع في فلسطين قد يمتد إلى صراع إقليمي يهدد أسواق الطاقة».
وشدد على أنه «لا مكان للشعب الفلسطيني إلا أرضه»، داعيا إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة.
ومضى يقول إنه «ليس من حق أحد أن يتصالح أو يتنازل أو يتبرع نيابة عن الشعب الفلسطيني، فهم أصحاب الأرض والقضية».
فيما حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن تهجير سكان غزة يشكل خطا أحمر بالنسبة للمملكة، داعيا إلى ضمان إيصال المساعدات للقطاع بشكل مستدام.
وقال العاهل الأردني: «تغضبني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة والضفة وإسرائيل».
وأضاف أن «حملة القصف العنيفة على غزة مرفوضة وتعد جريمة حرب»، مشيرا إلى أن “الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين. حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي وحقوق الإنسان”.
وتابع “هذه رسالة خطيرة جدا، وعواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعا”. وشدد على أن «تهجير سكان غزة يشكل خطا أحمر بالنسبة لنا».
من جهته، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته، من محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة الغربية أو القدس.
وقال عباس إن “شعبنا يواجه عدوانا وحشيا ينتهك القانون الدولي الإنساني ونطالب بوقفه على الفور”.
وجدد رفضه الكامل لقتل المدنيين من الجانبين، مشددا على أن الأمن والسلام يتحققان بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ويحضر القمة عدد من قادة البلدان العربية، بينها الإمارات، والأردن والبحرين وقطر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إضافة إلى عدد من رؤساء الحكومات الغربية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
كذلك يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومنذ اندلاع الحرب، قتل 4385 شخصا في غزة جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة فيما أصيب 13651.
العين الاخبارية