نحتاج إلى النباتات؛ لنبقى أحياء، وفي المقابل، تحتاجنا النباتات، لتبقى على قيد الحياة أيضًا، علاقة يلزمها التوازن، أو الفناء لنا جميعًا.
تتأثر النباتات أيضًا بما يشهده الكوكب اليوم من احترار عالمي، وهناك بعض النباتات المهددة بالانقراض نتيجة عدم تحملها لتلك الظروف، مثل: البطاطا والأفوكادو والطماطم والفاصوليا وغيرهم، ومع ارتفاع متوسط درجات الحرارة ما بين 1.1 إلى 1.2 درجة مئوية فوق عصر ما قبل الصناعة، واقترابنا من 1.5 درجة مئوية، صار الحل الأمثل هو التأقلم مع هذا الوضع؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وهنا راحت مجموعة بحثية في قسم علم النبات بجامعة كاليفورنيا، تبحث في كيفية تحديد الظروف التي لا يمكن للنبات التحمل بعدها ثم تموت؛ وفي رأيهم، فإنّ فهمنا لتلك الظروف وتحديدها، يساعدنا في وضع الطريق المناسب للحفاظ على النباتات.
ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «كونفرزاشن فسيولوجي» (Conversation Physiology) في سبتمبر/أيلول 2023.
غريزة البقاء
تصارع الكائنات الحية من أجل البقاء، حتى النباتات التي لا تستطيع التحرك من مكانها، تتخذ بعض الإجراءات الفسيولوجية؛ استجابة للتغيرات البيئية الحاصلة حولها.
لكن هناك حد معين لقدرة النبات للمقاومة، وتختلف تلك القدرة من نبات إلى آخر.
وهذا هو مربط الفرس، أو النقطة التي نظر إليها العلماء؛ فكلما كانت لدينا معلومات حول مدى قدرة النبات على الصمود، كلما أصبحنا قادرين على حفظها ورعايتها، وتوفير السبل اللازمة لمساعدتها على التكيف والصمود في مواجهة التغير المناخي بدلًا من فقدانها إلى الأبد.
لكن هذا يمثل تحديًا كبيرًا؛ خاصة وأنّ هناك على الأرض ما يقرب من 700 ألف نوع من النباتات.
حدود الإجهاد
وهي الظروف الحرجة التي لا تعمل بعدها الوظائف الحيوية للنباتات، وتموت.
ويصل النبات إلى تلك الحالة نتيجة ضغط شديد في البيئة المحيطة، وهذا أمر طبيعي في ظل التغيرات المناخية الحاصلة.
لكن يمكن لبعض النباتات تجاوز الحدود الحرجة لفترة قصيرة، وإذا لم تعد الظروف الملائمة، تموت؛ تمامًا مثلما يحدث عند التأخر عن ري النباتات لفترة قصيرة؛ ثم ريها؛ فتعود بسرعة إلى نشاطها، في هذه الحالة، تجاوزت تلك النباتات حدود الإجهاد بالفعل، لكن لفترة قصيرة، لكن لا تتحمل كل النباتات هذا الوضع. لذلك، يجد مؤلفو الدراسة أنه من الضروري قياس حدود الإجهاد للنباتات؛ لتحديد السُبل المناسبة للحفاظ عليها من الانقراض في أقرب وقت.
معضلة الأسمدة النيتروجينية والمناخ.. هناك حل
وقد فحص باحثو الدراسة 6 أنواع من النباتات في جنوب كاليفورنيا وقاسوا حدودها التي يحصل عندها الذبول، ومن تلك النقطة، يستطيعون تحديد كيفية حفظ النباتات في ظل التغيرات المناخية، لكن هذا العمل لا يكتمل إلا بتعاضد علماء الفسيولوجيا في جميع أنحاء العالم؛ فعدد النباتات المعروف حدودها الحرجة تقترب من ألف نوع، وهو ما يمثل 1.4% تقريبًا من أعداد النباتات على سطح الأرض.
الحاجة إلى حفظ النبات
نشأت الحياة على كوكب الأرض في البداية؛ بسبب نشاط عمليات البناء الضوئي، والذي ساعد في تغذية الغلاف الجوي بالنسبة الملائمة من غاز الأكسجين، الذي تتنفسه الكائنات الحية؛ لتحيا.
كما أن النبات يُشكل جزءًا أساسيًا من نظامنا الغذائي، وللحيوانات العاشبة والكائنات الحية الأخرى، إضافة إلى كونه أحد الأعمدة الأساسية التي يستخدمها البشر لحماية الكوكب من آثار الاحتباس الحراري، باعتباره قادرا على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ما يسهم في حفظ درجة حرارة الكوكب.
العين الاخبارية