إن التاريخ الجديد الذي ينبغي أن يُكتب، هو أن يودع إقليم دارفور الحرب، وسفك الدماء، والدموع إلى غير رجعة، و طائرات الأنتوف سيئة السمعة إلى الأبد، والحروب البينية، والحروب القبلية، والعبثية المصنوعة.
سوف يفتح هذا الإقليم المنكوب صفحة جديدة في التاريخ السياسي السوداني، كما سطر أبطال العدل والمساواة السودانية تاريخًا ناصعاً، وسجلوا أسمائهم بحرف من نور في مسيرة البحث عن الحرية، والديمقراطية، والعدالة، واقامة نظام حكم فدرالي لكل السودان، وذلك عندما دخلوا أمدرمان في مايو، ٢٠٠٨.
لا يكتمل ذلك إلا بتأسيس الجمهورية الثانية، لتحل محل الجمهورية الأولى الفاشلة، التي أورثت الشعب السوداني التخلف السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والتنموي، وانتهت بحروب دمرت البلاد، وأحرقت قلوب الأمهات والاباء، وأورثت الشعب الفقر، والمسغبة، والتسول في بلاد العالم الآخر.
ومع إن دوام الحال من المحال، والمستقبل قادم للأجيال الجديدة، فلتنبت هذه التضحيات بذور الحرية والديمقراطية، وإصلاح إعوجاج اختلال ميزان السلطة والثروة من أجل مصلحة كل مواطن سوداني.
صحيفة التيار