حمل رئيس الجمهورية “عمر حسن البشير” النخبة المتنفذة في الجنوب مسؤولية انقسام البلاد لدولتين، وعدّ البترول عاملاً جوهرياً شكل إغراء لهذه النخبة لفصل الجنوب. وكشف الرئيس “البشير” في لقاء محدود برؤساء تحرير الصحف والكُتّاب في آخر محطات نشاطه بالعاصمة الموريتانية نواكشوط عن خفايا وأسرار ما كان يدور بالغرف المغلقة بينه ونائبه الأول السابق “علي عثمان محمد طه” قبل كل جولة تفاوض، وأضاف: (أنا قناعتي بأن دم أبناء الشعب السوداني أغلى من كل كنوز الدنيا، لذلك كنت قبل كل جولة تفاوض أقول لـ”علي عثمان” أي تنازل عن كرسي سلطة يحقق السلام ويحقن دماء هذا الشعب تنازل عنه، أي برميل نفط هو أرخص من قطرة دم سودانية، ويظل هذا منهجنا حتى اليوم). وفي رده على سؤال (المجهر) عن أداء الحكومة الحالية وغياب مساعد الرئيس “محمد الحسن الميرغني” عن البلاد، قال الرئيس إنه يتحمل الشركاء من الأحزاب الأخرى، ولو كان مساعد الرئيس “الحسن الميرغني” منتمياً لحزب المؤتمر الوطني لتم فصله وإبعاده من موقعه لغيابه، لكن السلطة التي تشترك فيها مجموعة أحزاب لها مشاكلها وأسباب ضعفها. وأثنى الرئيس بشدة على تجربة وحصاد التجديد والتغيير، وقال إن المؤتمر الوطني يستثمر في الوزراء الشباب من أجل المستقبل وإعدادهم لحمل الراية، وتحدث بصراحة عن المحكمة الجنائية واصفاً استهدافها للسودان بالخير الذي لا يدركه الكثيرون، وقال: (في اليوم الذي أصدر فيه “أوكامبو” قراره كنت في الكلية الحربية بأم درمان وخرجت جماهير محلية كرري وأم درمان وهي تندد بالقرار وتقف معنا وكانت الحشود تخرج في كل مكان، وأصبحت الانتخابات ملحمة، التف الشعب حول الحكومة، وحينما خرجنا من السودان أصبحنا محط أنظار العالم العربي والإسلامي ووقف معنا أحرار العالم حتى تم القضاء على الجنائية وتشييعها للأبد).
وعن موقف الجامعة العربية من الجنائية مقارنة بالاتحاد الأفريقي قال الرئيس إنه حث القادة العرب في كلمته ليحذوا حذو الأفارقة فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية. وكان “البشير” قد خصص الساعات الأخيرة في نواكشوط للنشاط الإعلامي بزيارة مقر المركز الإعلامي الذي أشرفت عليه (سوداتل)، وأشاد الرئيس بالتجربة، وأجرت قناة “العربية” لقاء بالرئيس وكذلك تلفزيون “روسيا اليوم”.
المجهر السياسي