تباينت مواقف الشارع السوداني بشأن إمكانية إحراز تقدم في الجولة الحالية من المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تستضيفها مدينة جدة برعاية سعودية أميركية.
وأبدى عدد من المواطنين تحدثوا للخدمة التلفزيونية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) من مدينة بورتسودان تفاؤلهم بأن يتوصل طرفا الصراع إلى اتفاق في الجولة الحالية على وقف إطلاق النار وأكدوا أن الحوار بين الجانبين هو الحل الأمثل للأزمة الراهنة.
وأشار المواطن مازن سعيد أن الحل العسكري لن يحسم المعركة لصالح أي طرف قائلا “التفاوض، الحل لازم يكون بالتفاوض، لأن الحل العسكري له 6 أشهر ما جاب نتيجة”.
وأضاف “الناس تعبت، وكما ترى الوضع بقى صعب جدا جدا بالنسبة لسكان الخرطوم عموما سواء في محلية أم درمان أو بحري أو الخرطوم، الحل العسكري لو كان سيأتي بنتيجة كان أتى بها قبل 6 شهور، فالآن لا حل سوى عبر التفاوض ولا حل غيره”.
من جانبه، استبشر المواطن صلاح حمزة خيرا بهذه الجولة من المفاوضات بسبب اعتمادها على السرية وعدم تسريب التفاصيل للخارج.
وقال “استبشر خيرا بالمفاوضات الجارية في جدة، وما يدفعني للتفاؤل أكثر أن المفاوضات هذه المرة عليها رقابة على عدم تسريب المعلومات للخارج، وهذا يمنحنا أملا بجدية المفاوضات هذه المرة”.
وأضاف “القائمون عليها سيدفعون بها إلى الأمام. وأنا متفائل بأن تكون هذه المفاوضات خير، وأي مفاوضات تؤدي إلى وقف الحرب سنقف معها”.
فيما يرى آخرون أن المفاوضات الحالية ستصل إلى طريق مسدود على غرار ما حدث في الجولات السابقة، وأبدوا مساندتهم للجيش السوداني.
وقال “والله نحن نتمنى تنجح، لكن أنا أرى أنها لن تنجح، لأنه لا توجد ثقة بين الجانبين، الحكومة بتقول إنها تريد سلاما، والدعم السريع يمشي يحتل مدنا ويقتل الناس”.
وأضاف “الآن أنا شفت في الإعلام إنه برشم (قائد ميداني بالدعم السريع) يذبح في الجيش ونحن لا نقبل هذا في جيشنا، ومهما كان هو جيشنا، حتى لو كان في أي حاجة لا نقبل، وسنظل ندافع عن جيشنا حتى نموت”.
وتشكك المواطن سيد أحمد في الوصول إلى حل سلمي، مشيرا إلى أن أفعال قوات الدعم السريع تؤكد أنها غير جادة في التفاوض.
وقال “نحن رؤيتنا في المفاوضات بأنها كما رأينا من قبل، لا نتوقع أن يكون الطرف الذي يعادينا صادقا في معاملته، وأن يكون وفيا لوعوده، وهذا ظاهر على ما رأيناه من أفعال منهم”.
وأضاف “أصبحت رؤيتنا فيهم بأنهم أعداء الشعب، لأنهم يعملون على إصابة الشعب، ويضربون في الأماكن المدنية التي ليست لها علاقة بالحرب”.
ويرى المواطن خالد محجوب ضرورة عدم الجلوس للحوار مع قوات الدعم السريع قبل خروجهم من منازل المواطنين والمؤسسات الحيوية.
وقال “والله هو التفاوض كويس لكن في شروط عشان الناس تجلس للتفاوض، زي ما وضعها الجيش، إن يطلع (الدعم السريع) من منازل المواطنين ومن محطات المياه وكافة الأماكن الحيوية، بعد ذلك يكون في تفاوض لكن لا يمكن أن ينهب منازل المواطنين، ويتواجد في المؤسسات الحيوية ويدمر ويكون في تفاوض”.
وانطلقت جولة جديدة من التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الشهر الماضي وسط أجواء من السرية فرضتها الوساطة السعودية الأميركية بغية إحراز تقدم هذه المرة بعدما فشل الطرفان في الإيفاء بالتزاماتهما التي جرى الاتفاق عليها بشأن حماية المدنيين في 11 مايو أيار الماضي.
ومنذ منتصف أبريل نيسان الماضي، أدى النزاع المسلح بين طرفي الصراع في السودان إلى سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل ونزوح نحو 5.6 مليون شخص وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
وكالة أنباء العالم العربي