بدأ صباح السبت في غينيا كوناكري بمشهد هوليوودي حينما اقتحمت مجموعة مسلحة سجنا وحررت الديكتاتور الغيني السابق موسى داديس كامارا.
لكن الليل أسدل الستار سريعا على الحادث الغامض، فيما لا تزال خلفياته غير معروفة.
واعتقل كامارا مجددا وأعيد إلى السجن بعدما أخرجته منه صباح السبت مجموعة مسلحة، وفق ما أفاد الجيش ومحاميه.
وقال مدير الإعلام في الجيش الغيني انسوما توماني كامارا لوكالة فرانس برس “عثر على الكابتن موسى داديس كامارا بخير وأعيد إلى السجن”، من دون أن يوضح ملابسات اعتقاله.
وأكد أحد محامي الرئيس الأسبق (2008-2009) جوكامي هابا لفرانس برس أن موكله عاد إلى زنزانته.
وأوضح مدير الإعلام في الجيش أن الكولونيل كلود بيفي هو الوحيد من بين ثلاثة أو أربعة أشخاص تم إخراجهم من السجن، الذي لم يتم العثور عليه حتى الآن.
وأضاف “يتواصل البحث عنه، ولا يمكنه مغادرة البلاد لأن كوناكري مطوقة”.
وتفجرت استفهامات حول حقيقة ما يحدث في بلد شهد انقلابا قبل عامين، وحينما استيقظ على إطلاق نار كثيف وقطع الطرقات المؤدية إلى وسط العاصمة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود قولهم إن إطلاق نار كثيف يجري في كوناكري، فيما تم قطع الطرقات المؤدية إلى المدينة.
وأكد 4 سكان محليين لرويترز أنهم سمعوا دوي إطلاق نار من المنطقة الإدارية في عاصمة غينيا وفي المناطق المحيطة منذ الرابعة صباحا تقريبا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت غرينتش).
فيما ذكر أحد سكان المنطقة أن “ثمة إطلاق نار من أسلحة آلية وحربية” في حي كالوم الذي يشكل وسط العاصمة السياسي والإداري.
وبحسب الشهود، منع مواطنون من دخول حي كالوم الواقع على شبه جزيرة وفيه مقر الرئاسة والحكومة وإدارات رسمية والمقر العام للجيش فضلا عن السجن المركزي.
وحدد بعض الشهود إطلاق النار قرب السجن وجسر الثامن من نوفمبر، وهو محور طرقات رئيسي لدخول وسط العاصمة والخروج منه.
وقال مسؤول في المطار البعيد عن وسط العاصمة إن الرحلات الجوية لم تقلع صباح السبت، إذ لم تتمكن طواقم الطيران من الوصول إلى المطار من كالوم حيث يمضون ليلتهم عادة.
وشكل انقلاب الخامس من سبتمبر/أيلول 2021 في غينيا واحدا من سلسلة انقلابات أو محاولات انقلاب سجلت في غرب أفريقيا منذ استيلاء العسكريين على الحكم بمالي في أغسطس/آب 2020.
وجاء إطلاق النار في وسط كوناكري فيما تشهد غينيا التي عرفت اضطرابات كثيرة في تاريخها منذ استقلالها عن فرنسا، محاكمة الرئيس السابق موسى داديس كامارا المحتجز في وسط العاصمة منذ بدء الجلسات قبل أكثر من عام.
ويواجه الكابتن كامارا ونحو 10 مسؤولين عسكريين وحكوميين سابقين اتهامات عدة بالقتل والتعذيب والاغتصاب والخطف ارتكبتها القوى الأمنية في 28 سبتمبر/أيلول 2009 في ملعب بضاحية كوناكري، حيث اجتمع عشرات الآلاف من أنصار المعارضة وفي محيطه.
وقتل ما لا يقل عن 156 شخصا وأصيب المئات بجروح وتعرضت 109 نساء للاغتصاب على ما جاء في تقرير للجنة تحقيق مكلفة من جانب الأمم المتحدة.
وبعد انقلاب عام 2021، نصب الكولونيل مامادي دومبويا نفسه رئيسا وتعهد بضغط دولي بتسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين في مهلة سنتين اعتبارا من يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما لم يحدث.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية اعتقال الرئيس ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري وكذلك “حل” مؤسسات الدولة.
وأنهى الانقلاب حينها دور أحد مخضرمي السياسة الأفريقية الذي بات معزولا بشكل كبير.
العين الاخبارية