تقرير: مشاعر أحمد
أثارت التصريحات التي أدلى بها قائد قوات الدعم السريع المتمردة، محمد حمدان حميدتي، مؤخراً بشأن الحرب المشتعلة في السودان بين قواته والقوات المسلحة السودانية، ردود فعل واسعة، لا سيّما وأنها حوت هجوماً وُصف بالحاد على قيادات الجيش، ممثلةً في القائد العام، الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، حيث حمّله حميدتي مسؤولية ما يجري بالبلاد منذ الحادي عشر من أبريل 2019م.
بيد أنّ الجديد هذه المرة هي أن تصريحات حميدتي شهدت اتهامات لعدد من الضباط بالقوات المسلحة بالانحياز إلى النظام السابق، ممثلاً في حزب المؤتمر الوطني، مقدماً في سبيل ذلك ما وصفه بالأدلة التي تُؤكِّد صدق تصريحاته – على حد زعمه.
وهاجم حميدتي؛ أحد ضباط الجيش المُحيطين بالبرهان، وإنّ الأخير يأتمر بأمره، وانه يرتبط بعلاقة وثيقة بالأمين العام للحركة الإسلامية، وزير الخارجية الأسبق، علي كرتي، الذي يعتبره حميدتي من المفاتيح الرئيسية في الحرب الجارية الآن، إلى جانب القيادي بالمؤتمر الوطني والوزير الأسبق أسامة عبد الله.
هجوم حميدتي هذه المرة استهدف شخصية جديدة ممثلة في الضابط بالقوات المسلحة، المقدم مدثر عثمان عبد الرحمن، الذي رصدته أعين الكاميرات ضمن طاقم حرس رئيس مجلس السيادة البرهان منذ ظهور الأخير في بداية جولاته بالقيادة العامة عقب اندلاع حرب أبريل الجارية.
ويُعد المقدم مدثر عثمان وفقاً لمصدر عسكري موثوق لـ(السُّوداني): “من الضباط الأكفاء؛ الذين أُسند له عدد من المهام وحقّق فيها نجاحاً يُحسب له”.
وأضاف المصدر أنّ مدثر الذي هاجمه حميدتي مؤخراً، في الأساس يعمل مساعداً للملحق العسكري بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بيد أنه عاد إلى الخرطوم قبل اندلاع الحرب بأيامٍ معدودة لظرف أسرى طارئ، ليتزامن ذلك مع انطلاقة الحرب بالعاصمة الخرطوم، مما جعله بعد ذلك يرفض العودة إلى مقر عمله بالإمارات العربية المتحدة، وينضم إلى طاقم حماية رئيس مجلس السيادة، الفريق أول البرهان.
ووفقاً للمصدر، فإنّ المهمة الحالية للمقدم مدثر ضمن طاقم حماية الفريق البرهان لا تُعد جديدة عليه، حيث سبق أن عمل في مكتب البرهان، كما عمل سكرتيراً ضمن طاقم وزير الدفاع السابق، الفريق أول عوض ابنعوف آنذاك.
ونَفَى المصدر العسكري الموثوق، حديث حميدتي بشأن ارتباط المقدم مدثر عثمان بصلة قرابة مع القيادي الإسلامي علي كرتي، مُشيراً إلى أنّ مدثر تعود أصوله إلى مدينة دنقلا بالولاية الشمالية في الأساس، بيد أنّ زوجته، ابنة اخت، علي كرتي – صيدلانية زاملته في السلاح الطبي – على حد زعم المصدر، وذكر أنّ ذلك لا يقلل من إمكانياته ووطنيته.
وأشار المصدر إلى أنّ المليشيا المتمردة لجأت في الفترات الأخيرة لمحاولات تشويه سُمعة عدد من ضباط القوات المسلحة الذين يُشار إليهم بالبنان.
وقال مصدر آخر لـ(السُّوداني)، إن خلاف حميدتي مع مدثر بسبب رفض الأخير للدعم السريع كقوات منذ زمن حكم البشير.
وأضاف: “حينما كان يعمل مدثر مديراً في الاستخبارات بالسلاح الطبي، كان حميدتي يسعى لعمل جناح خاص للدعم السريع في السلاح الطبي ولكن مدثر رفض ذلك الأمر، وحينها بدأ الخلاف بينهما”.
صحيفة السوداني