أعلنت السعودية، اليوم الأحد، استئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، في محاولة جديدة للتواصل لإنهاء القتال المتواصل منذ أكثر من ستة أشهر.
وقالت الخارجية السعودية في بيان نشرته على منصة “إكس”: “يعلن الميسّرون (السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، والهيئة الحكومية للتنمية إيغاد، والاتحاد الإفريقي) ، بدء المحادثات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة”.
وذكرت أن “المحادثات ستتركز على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة، وإمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية”.
وأكدت الخارجية على أن “المحادثات لن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية”.
والأربعاء، أعلن الجيش السوداني قبول دعوة السعودية والولايات المتحدة لاستئناف العملية التفاوضية مع “الدعم السريع” بهدف إنهاء النزاع المستمر منذ أبريل/ نيسان الماضي، فيما أعلن الأخير عن وصول وفده إلى جدة لاستئناف المفاوضات.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الأحد: إن الولايات المتحدة والسعودية والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد)، إضافة إلى الاتحاد الإفريقي، أعادت إطلاق محادثات إنسانية ولوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم الوزارة: “ما من حل عسكري مناسب لهذا الصراع. ندعو القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للتعامل مع المحادثات بشكل بناء مع حتمية إنقاذ الأرواح وتقليص القتال وإنشاء مسار للخروج من الصراع عبر التفاوض”.
وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش و”الدعم السريع” في جدة أسفرت في مايو/ أيار الماضي عن أول اتفاق بينهما حمل اسم “إعلان جدة”، وشمل التزامات إنسانية وشروط حاكمة تطبق فورًا.
وفي يونيو/ حزيران الماضي أعلنت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك تعليق محادثات جدة بين أطراف الصراع في السودان، نتيجة “الانتهاكات الجسيمة والمتكررة” لوقف إطلاق النار.
واتهمت الدولتان طرفيّ النزاع بأنهما “يدّعيان تمثيل مصالح الشعب السوداني، لكن أفعالهما زادت من معاناته وعرّضت الوحدة الوطنية والاستقرار الإقليمي للخطر”، وفق البيان آنذاك.
وتسبب القتال في السودان بحسب ما وصفه منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث بأنه “أحد أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ الحديث” بدمار بالعاصمة ومدن رئيسية أخرى، ونزوح نحو 6 ملايين شخص ومقتل الآلاف.
وما تزال المعارك مستمرة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”، حيث لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها.
امدر تايمز