قال الرئيس السوداني عمر البشير لدى تكريمه في منتدى العزة والكرامة الأفريقية بجامعة أديس أبابا، يوم الجمعة، إنه لم يتمرد أو يخرج على النظام الدولي ولكنه أراد “تقويم ميزان العدالة وتحقيق المساواة”.
ويُلاحق البشير من قبل المحكمة الجنائية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اقليم دارفور غربي السودان، فيما يرفض البشير الإتهامات ويعتبرها استهدافاً شخصياً ، متهماً المحكمة بالتحرك وفق أجندة سياسية.
واختتم بقاعة نيلسون مانديلا في جامعة أديس أبابا، الجمعة، أعمال المنتدى تحت شعار (كرامتنا بأيدينا) بتكريم الرئيس البشير الذي وصل العاصمة الإثيوبية، الجمعة برفقة وزير رئاسة الجمهورية فضل عبد الله فضل ووزير الخارجية إبراهيم غندور.
ودعا البشير لدى مخاطبته ختام المنتدى الذي حضره وزير الداخلية ممثل الحكومة الأثيوبية، كل القادة الأفارقة لإتخاذ خطوات عملية تجاه ما يلي احترام وتقدير آليات العدالة الأفريقية وإشاعة الحكم الراشد المرتكز على الحرية والديمقراطية والمساءلة والمحاسبة.
وطالب القادة الأفارقة أيضا بالتوقيع والمصادقة على كافة الاتفاقات والمعاهدات الصادرة من الاتحاد الأفريقي المعززة لحقوق الإنسان والشعوب والعاملة على صون الكرامة وتشجيع دعم المؤسسات التي تعمل على صون كرامة الإنسان الأفريقي.
وأكد أهمية المبادرة لكونها نبعت من علماء ومفكرين، وزاد “إن تضحيتنا من أجل استعادة الكرامة الأفريقية ليست تمردا على النظام الدولي ولا خروجا عنه وإنما لأجل تقويم ميزان العدالة وتحقيق المساواة”.
وعبر البشير عن سعادته بالتكريم قائلا “إن ذلك لا ينبع من عاطفة شخصية أو حظوة ذاتية وانما لإحساسي بأن ما قدم لي هو تقدير وتكريم للأمة الأفريقية وللكثيرين من رموز أفريقيا الذين ناضلوا من أجل الحرية والعزة والكرامة”.
وتابع “انني أدرك أن هذا التكريم هو تكريم للشعب السوداني الذي رفض وقاوم الظلم والاستبداد والاستعمار في اشكاله القديمة والحديثة”. وأكد التزامه بدعم المنتدى، داعيا رصفائه الأفارقة والمجتمع الدولي لمباركته ودعمه.
وينتظر أن يعود الرئيس البشير إلى الخرطوم يوم السبت حيث أعلنت الحكومة والأحزاب المشاركة في الحكومة والحوار الوطني تشكيل لجنة لاستقباله.
واعتبر وزراء وسياسيون في الخرطوم أن تكريم المبادرة الأفريقية للعزة والكرامة للبشير “تعد تشييعاً للمحكمة الجنائية وتأكيداً للموقف الأفريقي الموحد تجاهها”.
وأنطلق منتدى الكرامة الأفريقية بأديس أبابا يوم الخميس بحضور نائب رئيس الوزراء الأثيوبي وعدد من الخبراء والأكاديميين، واختار المنتدى الزعيم الأفريقي الراحل، نكروما، لإقامة نصب تذكاري له لدفاعه عن الكرامة الأفريقية.
وتضم المبادرة مجموعة من الأكاديميين من مختلف البلدان الأفريقية، بجانب عدد من الجامعات والمراكز الأفريقية، تشمل جامعة الأمم المتحدة للسلام بأديس أبابا وجامعة أديس أبابا، وجامعات ومراكز بدولتي تنزانيا والكاميرون ومعهد السلام بالسودان، وعدد من الشخصيات العلمية والقيادية الأفريقية.
سودان تريبون