لماذا يسارع مناوي إلى شراء ود تركيا؟
أنقرة – تطرح زيارة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان إلى تركيا نقاط استفهام كبرى بشأن دواعيها، وعما إذا كان مناوي يطمح إلى الحصول على دعم من أنقرة، في ظل مخاوف لديه من نجاح قوات الدعم السريع في وضع يدها على كامل إقليم دارفور الإستراتيجي، وبالتالي نهاية نفوذه.
ويستمد مناوي ثقله من الإقليم الواقع غرب السودان، والذي بات في معظمه تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ أكتوبر الماضي، حيث نجحت في وضع يدها على مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، وقبلها سيطرت على مدينة زلنجي (عاصمة ولاية وسط دافور)، ومدينة نيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور)، والجنينة (عاصمة ولاية غرب دارفور).
ولم يعد أمام الدعم السريع سوى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ليصبح كامل الإقليم تحت سيطرتها وهو الأمر الذي يثير حالة من القلق الكبير لدى حركة تحرير السودان، والتي أعلن زعيمها مناوي قبل أكثر من أسبوعين من بورتسودان عن قراره بالخروج عن مبدأ الحياد والانحياز للجيش، قبل أن يتراجع عن ذلك في مؤتمر صحفي عقده في جوبا الأسبوع الماضي.
ويقول مراقبون إن مناوي يدرك أن هجوم الدعم السريع على الفاشر بات مسألة وقت، لاسيما مع استمرار تقدم قواتها وسيطرتها على غالبية المدن والقرى القريبة من المدينة التي تعرف بكونها العاصمة السياسية والإدارية للإقليم.
ويشير المراقبون إلى أن زعيم حركة تحرير السودان يعلم أن قواته لا تملك القدرة الكافية للصمود أمام الدعم السريع حتى بدعم باقي الحركات المسلحة لجهة كونها ظلت لسنوات بعيدة عن القتال، فيما تتمتع الدعم السريع بقدرة تنظيمية كبيرة، كما أنها مسلحة بشكل جيد، وتمرست على القتال.
زعيم حركة تحرير السودان يعلم أن قواته لا تملك القدرة الكافية للصمود أمام الدعم السريع حتى بدعم باقي الحركات المسلحة
ويلفت المراقبون إلى أن زيارة مناوي إلى تركيا والتي تحمل في ظاهرها بعدا إنسانيا، في علاقة بمساعدة السكان المحليين والنازحين في دارفور، لا تخلو من اعتبارات سياسية وعسكرية، حيث أن زعيم حركة تحرير السودان يرتبط بعلاقة جيدة مع أنقرة.
ويضيف المراقبون أنه ليس من المستبعد أن يطلب مناوي دعم أنقرة العسكري والسياسي، وهذا تطور خطير سيخرج النزاع الذي ظل محصورا حتى الآن بين الدعم السريع والجيش عن نطاقه ويقود إلى حرب أهلية شاملة تغذيها قوى إقليمية لها مصلحة في السودان.
وبدأ حاكم إقليم دارفور منذ الجمعة زيارة إلى تركيا وانخرط في لقاءات مع المسؤولين وناقش الأوضاع التي يمر بها السودان.
وقالت حكومة إقليم دارفور في بيان صحفي إن “مناوي وصل صباح الجمعة إلى أنقرة برفقة بعض أعضاء حكومته من وزراء ومستشارين”.
وفور وصول الوفد انخرط في اجتماعات مع مسؤولين ومؤسسات تركية حيث التقى مناوي ومرافقيه بحضور مسؤولي السفارة السودانية بأنقرة مساعد وزير الخارجية التركي أحمد يلدز الذي رحب بالوفد ووعد بتسهيل مهامه لإنجاح الزيارة وتحقيق أهدافها.
وتقدم مناوي بالشكر للمسؤول التركي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وعلى اهتمام أنقرة بالقضايا السودانية وبالأزمة التي يمر بها إقليم دارفور، خاصة بعد حرب 15 أبريل حيث تضاعفت أعداد النازحين في مدن الإقليم خاصة الفاشر بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من اللاجئين في تشاد.
وارتبطت تركيا بعلاقة وثيقة مع السودان خلال فترة حكم عمر حسن البشير لكنها شهدت تراجعا مع الإطاحة بالأخير عقب الثورة التي اندلعت في السودان في العام 2019.
ويقول متابعون إن تركيا ما تزال تراهن على العودة إلى السودان مستندة في ذلك على العلاقة التي تربطها بالحركة الإسلامية وأيضا ببعض الحركات المسلحة، كحركة تحرير السودان، لكن أنقرة قد لا تكون متحمسة كثيرا للانخراط بشكل كبير في دعم أحد أطراف الصراع الحالي في البلاد، لأنها تدرك حساسية هذا الأمر بالنسبة إلى جوار السودان ولاسيما مصر.
جريدة العرب اللندنية