واشنطن تحدد مهاجمي قواعدها في العراق.. والسوداني يتوعد بملاحقتها

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن جماعتي “النجباء” و”كتائب حزب الله العراقية” المرتبطتين بإيران، هما المسؤولتان عن الهجمات التي تتعرض لها القواعد الأميركية في العراق، محملاً الحكومة العراقية مسؤولية السيطرة عليها، فيما وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تلك الهجمات بـ”الإرهابية”، متوعداً بملاحقة منفذيها.

وصعّدت الفصائل المسلحة، أمس الجمعة من هجماتها، إذ هاجمت بعدة صواريخ وقذائف هاون السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة بغداد، سقط عدد منها على مبنى الأمن الوطني العراقي.

السوداني يصف الهجمات بـ”الإرهابية”
وترأس السوداني، مساء أمس الجمعة، اجتماعاً أمنياً ضمّ قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، لبحث الهجمات. ووفقاً لبيان حكومي، فإن “السوداني استمع خلال الاجتماع، إلى إيجاز عن سير التحقيقات الجارية لتحديد العناصر التي تعبث بأمن البلد واستقراره، وتقديمها للجهات القضائية المختصة، لتنال جزاءها العادل”.

ووجه بـ”إجراء التحقيق بحق المقصرين من القوة الماسكة للمنطقة، التي استخدمها الإرهابيون في الاعتداء، وفرض العقوبات بحقهم”، مؤكداً أن “الاعتداء على أي بعثة أجنبية أو مقر دبلوماسي جريمة إرهابية تعرض المتسبب بها لأقصى العقوبات”.

وأشار إلى “التزام الحكومة المستمرّ بحماية جميع البعثات الدبلوماسية الممثلة في العراق والعاملين فيها، وأنها لن تتهاون أبداً في التصدي للخارجين عن القانون الذين يعرّضون أمن العراق للخطر، ويسيئون إلى سمعته الخارجية”.

واشنطن تحتفظ بحق الرد بشكل حاسم
وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، تلقى السوداني مكالمة هاتفية من وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بحثا فيها الملف. ووفقاً لبيان لوزارة الدفاع الأميركية، فإن “المكالمة ناقشت التزام الحكومة العراقية حماية الموظفين الدبلوماسيين ومستشاري التحالف ومنشآته”، مبيناً أن “أوستن أدان الهجوم الأخير الذي وقع على السفارة الأميركية في بغداد وكذلك سلسلة الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسورية خلال الأسابيع الأخيرة”.

ورحب الوزير بـ”موقف رئيس الوزراء العراقي، الذي أدان الهجوم ووصفه بأنه عمل إرهابي يعرض الأمن الداخلي للعراق للخطر”، مشدداً على أن “الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في التصرف دفاعاً عن النفس ضد أولئك الذين يشنون أي هجوم على الأفراد الأميركيين”.

وأكّد أن “الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، هي كتائب حزب الله وحركة النجباء، وكلتاهما منظمتان إرهابيتان، مسؤولتان عن معظم الهجمات ضد أفراد التحالف، وأن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في الرد بشكل حاسم على تلك الجماعات للتصدي للتهديدات والهجمات ضد أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف”، مشدداً على أن “الهجمات التي تشنها المليشيات المدعومة من إيران على القوات الأميركية يجب أن تتوقف، وهي تقوض سيادة العراق واستقراره، وتهدد سلامة المدنيين العراقيين، وتعوق حملة هزيمة داعش”.

من جهتها، أدانت الخارجية الأميركية الهجمات. وقال المتحدث باسمها، ماثيو ميلر، في بيان، إن “الولايات المتحدة تندد بشدة بالهجمات الصاروخية على السفارة الأميركية لدى بغداد والهجمات التي وقعت الجمعة على منشآت تستضيف موظفين أميركيين”.

وأكد أن الولايات المتحدة “تحث قوات الأمن العراقية على التحقيق الفوري واعتقال مرتكبي هذه الهجمات وتقديمهم إلى العدالة، وقد التزمت الحكومة العراقية مراراً وتكراراً حماية البعثات الدبلوماسية وكذلك الأفراد العسكريين الأميركيين الموجودين في البلاد بناءً على دعوة من العراق، وهذا أمر غير قابل للتفاوض، كما هو حقنا في الدفاع عن النفس”.

تحالف “الإطار التنسيقي” يدعم إجراءات الحكومة
من جهته، أعلن تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم في العراق، الذي يضم عدداً من الفصائل المسلحة بين قواه، دعمه الكامل لإجراءات الحكومة والحرص على حفظ أمن البعثات الدبلوماسية، لافتاً، في بيان، إلى أنه “عقد اجتماعاً طارئاً لتدارس الأوضاع الأمنية في البلاد”. وأكد رفضه “الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف أمن البلاد وسيادتها، أياً كان نوعها، والمستهدف فيها والحجة من وراء ذلك”.

وشدد على دعمه “الكامل لإجراءات الحكومة، ومطالبتها بالكشف عن كل تفاصيل الحادثة المشبوهة، التي استهدفت السفارة الأميركية الليلة الماضية”، مؤكداً حرصه “الدائم على حفظ أمن البعثات الدبلوماسية، وأن العراق يفي بجميع التزاماته الدولية بهذا الخصوص”.

توقعات بردّ أميركي على الفصائل المحددة
الباحث في الشأن السياسي العراقي، مجاهد الطائي، توقع رداً أميركياً على تلك الفصائل، وقال في تدوينة له على “إكس”، إنّ “من المتوقع أن تضرب الولايات المتحدة المليشيات المذكورة رداً على الهجمات، خصوصاً بعد وصف هجماتهم بالإرهابية من قبل السوداني، وهذا ضوء أخضر للقصف”.

ويأتي الهجوم بعد 5 أيام فقط على هجوم لطائرة أميركية مسيّرة استهدف مقراً لجماعة “النجباء” في ضواحي مدينة كركوك (250 كيلومتراً شماليّ العراق)، كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ على قاعدة “حرير” الجوية في أربيل التي تضم مئات العسكريين الأميركيين، ما أدى إلى مقتل 5 مسلحين وجرح 3 آخرين، وهو الأول من نوعه من جهة العمليات الاستباقية التي تستهدف الفصائل المسلحة في العراق من قبل واشنطن.

وخلال الأسابيع الماضية، شنت جماعات عراقية مسلحة، تُصنف على أنها حليفة لطهران، وتُطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية”، سلسلة من الهجمات المسلحة بواسطة صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت قواعد ومعسكرات للجيش الأميركي داخل العراق وسورية، رداً على الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي في العدوان الحالي على غزة، بحسب بيانات متسلسلة نشرتها تلك الجماعات وتبنت من خلالها تلك الهجمات.

العربي الجديد

Exit mobile version