حذرت الولايات المتحدة أمس السبت من أن المواجهات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باتت تشكل تهديدًا خطيرًا على المدنيين وجهود الإغاثة، وحضّت على تجنيب منطقة تضم مراكز مساعدات وعشرات آلاف النازحين المعارك.
ومنذ اندلاع النزاع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/ نيسان الماضي، لجأ زهاء نصف مليون نازح إلى ولاية الجزيرة، حيث أقام نحو 86 ألفًا منهم في عاصمتها ود مدني، وفق أرقام الأمم المتحدة.
لكن القتال بين الطرفين الذي اجتاح المدينة الجمعة، دفع بوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تعليق أعمال الإغاثة في الولاية “حتى إشعار آخر”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أحمد صالح (45 عامًا) قوله عبر الهاتف: “الحرب تبعتنا إلى مدني لذا أبحث عن حافلة حتى أتمكن أنا وعائلتي من الفرار”.
وأضاف: “نعيش في الجحيم ولا يوجد أحد لمساعدتنا”، مشيرًا إلى أنه يعتزم التوجه جنوبًا إلى ولاية سنار.
والمتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الذي قال في بيان، إن ود مدني أصبحت “ملاذًا آمنًا للمدنيين النازحين ومركزًا مهمًا لجهود الإغاثة الإنسانية الدولية”، رأى أن التقدم المستمر لقوات الدعم السريع يهدد بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وتعطيل كبير لجهود المساعدات الإنسانية.
وقد حضّ قوات الدعم السريع في السودان على وقف تقدمها في ولاية الجزيرة على الفور، ودعاها إلى الامتناع عن مهاجمة ود مدني.
وأودت الحرب التي اندلعت في أبريل بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد خلافات حول خطط للانتقال السياسي ودمج قوات الدعم السريع في الجيش، بأكثر من 12190 شخصًا، وفق تقديرات منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد).
كما تسبّب النزاع بنزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1.3 مليون شخص فرّوا إلى دول مجاورة.
قناة العربي