الصحافة – أميمة حسن : شغف الشباب من الجنسين لفت الأنظار بشكل واضح ويعكس ذلك الإقبال المتزايد على شراء الأزياء التي تظهر حديثا في العالم ويبدو جليا تسويق القنوات الفضائية وإرتداء المشهورين لتلك الأزياء، فيتحول الأمر إلى هوس ورغبة يسعى كثيرون لإشباعها فيطلقون على آخر صيحات الموضة أسماء يتداولها الشباب فيما بينهم ترتبط بها ويصير الأمر معروفا للجميع وبين تلك التسميات الكباية، أديني حقنة وغيرها ولأن المظهر يكشف ما يخبئه الجوهر إستوقفنا الأمر وكانت هذه الإفادات…
سهام انتقاد..
جولة واسعة قامت بها (الصحافة) وسط الشباب لتقف على آرائهم حيال متابعة (الموضة) يقول الطالب الجامعي فارس محمد إنها صارت ظاهرة خاصة بعد أن وجدت إقبالا كبيرا من الشباب وبصفة خاصة مايطلق عليه بنطلون ( السيستم والكباية) بجانب ( أديني حقنة) وزاد أنها تقليعات غربية لا تمت للمجتمعات العربية والمسلمة بصلة وأنها غزت الاسواق السودانية ووجدت رواجا بسبب التقليد الأعمي واستغرب (فارس) من إنجراف الفتيات مع تلك (الموضه) بعد أن كانت حكرا علي الشباب في البداية.
أما مها الطالبة بإحدى الكليات الجامعية والتي فضلت ذكر إسمها الأول فقط فتشير إلى أن الفتيات من أكثر الشرائح إهتماما بمواكبة تقليعات (الموضة) الحديثة خاصة الجامعيات منهن ويشمل ذلك الملابس وتصفيف الشعر وإستخدام العدسات اللاصقة وإرتداء البنطال بأنواعه المختلفة في الفترة الاخيرة وغيرها وعدت ذلك أمرا جيدا لكنها عابت على بنات جنسها إرتداء الملابس الضيقة والقصيرة والسعي الي ملاحقة كل جديد في الموضة حتى وإن كانت أسرهن لا تمتلك قيمة ما يسعين لإقتنائه وختمت قولها بأن (القناعة كنز لا ينفد).
تفشي الظاهرة..
ويرى العم إسحق أن تفشي هوس (الموضة) بين الشباب يشير بقوة إلى الخواء الفكري الذي يدفع الشباب للإشارة إلى أنفسهم عن طريق التقليد الاعمي لكل ما يرد من الدول الغربية مبينا أن الظاهرة دخيلة على المجتمع السوداني الذي إشتهر بالزي المحتشم وبأصالة الجلابية والثوب السوداني والعادات الجميلة التي عرف بها بين كافة الشعوب العربية وحتى الغربية وأضاف أنا لا أعترض علي مواكبة (الموضة) لكن يفترض أن تكون وفق حدود وضوابط الشرع والدين وصمت برهة من الوقت ليعود مضيفا (مايحدث الآن وما نراه بين الشباب والفتيات في الشارع العام أمر مؤسف وذلك بتقليد إرتداء ملابس المطربات والمطربين وقصات غريبة من الشعر وغيرها، وجاء رأي العم الطيب عمر متناقضا تماما مع ما ذهب إليه العم إسحق وهو يقول إن تلك مرحلة عمرية يعيشها الشباب سرعان ما تزول بتقدم العمر وعاد بذاكرته للوراء وهو يشير إلى أنهم في شبابهم كانوا يواكبون (الموضة) مثلما يفعل شباب اليوم وقال أنهم إرتدوا (الشارلستون) وقلدوا كثيرا من المشهورين في طريقة تصفيف الشعر وذلك أمر طبيعي ما لم يتعد الحد المعقول حسب قوله.
يفتقر بعض شباب اليوم الي القدوة والمثل الاعلي هكذا ابتدرت الحاجة آمنه ربة المنزل حديثها وزادت أن ذلك أدى لتخبط الشباب وقالت كان الشاب في أيامنا تفصل له الأسرة جلابية ويشترون له حذاء عبارة عن مركوب ويكون في حالة فرح شديد ويكون ذلك زيا يظهر به في كل المناسبات التي تعقب ذلك كما أن الفتاة بالمثل كانت ترتدي الثوب الأبيض مع ملابس فضفاضة ولا يخرجن للشارع إلا في المناسبات الإجتماعية على عكس ما يحدث اليوم حيث يمتلئ الشارع العام بأزياء بمسميات وتفصيلات غريبة وفي أحيان تجد الفتاة وقد تلونت عيونها وشعرها وترتدي فساتين بدون اكمام خاصة في مناسبات الاعراس مما يجعل أشكالهن غير مألوفة.
ضياع الهوية..
يرى باحثون في علم الإجتماع أن هوس ملاحقة (الموضة) هو ضياع لهوية الشباب السوداني حيث إنها أصبحت جاذبة لغالبية جيل اليوم بالتقليد الاعمي دون المحافظة علي الهوية السودانية وذلك بتقليد ملابس وازياء الفنانين والمطربات والمصارعين ولاعبي كرة القدم وطرق تصفيف الشعر بطريقة غربية ولفتوا إلى ظهور الوشم لدي بعض الشباب والفتيات.
واستهجن الباحثون اتباع هؤلاء الشباب للنمط الغربي وعزوا الاسباب الي الخواء الفكري للشباب وانصرافهم عن الاشياء التي تفيدهم في حياتهم اليومية والانشغال بمتابعة الفضائيات التي تروج الي تدمير افكار الشباب العربي الاسلامي بالاستلاب الخارجي والابتعاد عن قراءة الكتب التي تنمي وعي وادراك الشباب بجانب الثقافة العامة.
وذهبوا ليعقدوا مقارنة بقولهم إن الأسر في السابق كانت تبدي رأيها فيما يرتديه أبناؤها خاصة الفتيات اللاتي كن لايعترضن عليها بأي حال من الأحوال ويلخص العم الطيب عمر ما ذهب إليه من رأي بقوله ( بشكل عام نحن مع مواكبة الموضة لكن بما يحفظ هوية الشعب السوداني وليس الإنسياق الأعمى وراء التقليد فقط )،مشيرين الي الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت علي تركيبة المجتمع السوداني في الاونة الاخيرة والتغيير الكبير الذي حدث للمجتمعات السودانية.