بدأت معارك السودان تتسع في غربي البلاد. شن الجيش السوداني سلسلة غارات جوية مكثّفة على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، فيما تعرضت أحياء جنوب الخرطوم لقصف مدفعي أسفر عن وقوع قتلى ومصابين، وسط تراجع للقتال البري بين الطرفين في العاصمة التي يغرق عدد من أحيائها في ظلام دامس جراء انقطاع الكهرباء، في حين جددت الجامعة العربية تأكيدها ضرورة وقف الحرب في أسرع وقت والحفاظ على أرواح السودانيين وإطلاق حوار وطني شامل.
وقُتل عشرة مدنيين بمنطقة سكنية تقع جنوب العاصمة السودانية إثر تبادل للقصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأعلنت غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام بحي مايو غي جنوب الخرطوم «مقتل عشرة من المدنيين جراء قصف مدفعي وبالمسيرات». وقالت مصادر محلية إن «تبادلا للقصف المدفعي وبالمسيرات (بين الجيش وقوات الدعم السريع) يدور وسط الأحياء السكنية وفي سوق محلي».
يأتي ذلك، بينما شهدت العاصمة السودانية تراجعا ملحوظا في العمليات الحربية البرية حول عدد من المقرات العسكرية، ومحيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وسلاح المدرعات جنوب العاصمة الخرطوم، إلى جانب أحياء وسط مدينة أم درمان، التي كانت تشهد مواجهات عنيفة في الأيام الأخيرة الماضية. لكن شهود افادوا أمس الخميس، بأن الجيش قصف مدفعياً مواقع لقوات الدعم السريع في أم درمان، ويتقدم في محاور سوق أم درمان، والسوق الشعبي، ونشر قوات داخل أحياء المسالمة والعمدة وحي العرب، بالإضافة إلى أحياء أخرى داخل المدينة. وقالوا إن قوات «الدعم السريع»، ما زالت تقصف محيط سلاح المهندسين بالقذائف المدفعية بعيدة المدى والراجمات.
وشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية مكثّفة على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، استهدفت حي المطار شمال المدينة، وأسفرت عن سقوط عدد من المصابين لم يتمكنوا من حصرهم ونُقلوا إلى مستشفى نيالا التعليمي. وتعرضت المدينة، خلال الأسابيع الماضية، لغارات جوية، بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وأشارت مصادر إلى أن القصف المتكرر، تسبب في موجة نزوح كبيرة للمواطنين من منازلهم، وانقطاع للكهرباء والمياه.
وتغرق أحياء من العاصمة السودانية في ظلام دامس، وتستمر معاناة المواطنين بمدينة أم درمان جراء انقطاع المياه عن عدد كبير من الأحياء. كما تعيش أغلبية أحياء مدينتي أم درمان وبحري في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء والعطش نسبة لتوقف المياه من المحطات الرئيسية على النيل وتعطل معظم آبار مياه الشرب الجوفية.
سياسيا، التقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة. وقال المتحدث باسم الأمين العام إن أبو الغيط، شدد على المحددات التي ترسم موقف الجامعة العربية في الأزمة بالسودان وعلى رأسها ضرورة وقف الحرب في أسرع وقت والحفاظ علي أرواح السودانيين ووحدة أراضي السودان وحماية المؤسسات الوطنية وأيضا إطلاق حوار وطني سوداني شامل.
المشهد السوداني