كعادةِ صديقِي رجلِ الأعمالِ إبراهيم محمد السبيعي، صاحبِ المبادراتِ الاجتماعيَّة، يُسخِّر ديوانيَّته في استقطابِ القياداتِ الوطنيَّة لبعض أجهزةِ الخدمات الحكوميَّةِ الموجَّهةِ للمجتمعِ، للقاءِ بعض المثقَّفين، ورجالِ الأعمالِ، وبعض فئاتِ المجتمعِ، في حوارٍ مُنظَّمٍ يتيحُ فيه الفرصةَ للقياداتِ لشرحِ خططهم المستقبليَّة، ويجيبُون عنِ أسئلةِ الحضورِ بكلِّ شفافيَّةٍ.. دورٌ إيجابيٌّ لأخي إبراهيم السبيعي، كان يتوقَّع أنْ تقوم به الغرفُ التجاريَّةُ. ولقد تشرَّفتُ بالحضورِ والمشاركةِ في بعض هذه اللقاءاتِ، واعتذرتُ عن بعضها؛ لوجودي خارج المملكة، ومنها اللقاءُ الذي دُعيتُ له الأسبوع الماضي، حيثُ كان ضيفُ اللقاءِ أخي معالي مدير عام الخطوط السعوديَّة المهندس إبراهيم العمر، والذي بحقٍّ -في فترةٍ وجيزةٍ- حقَّق نجاحاتٍ أسهمتْ في تطويرِ خدمات الخطوط السعوديَّة، وَهُو شخصيَّةٌ متواضعةٌ بعيدةٌ عن الشكليَّات، قريبةٌ من مقدِّمي الخدمةِ، ومن مستقبلِي الخدمةِ من المسافرِينَ، ورغم بعضِ الانتقاداتِ الموجَّهةِ للخطوطِ السعوديَّة، إلَّا أنَّها تظلُّ أفضلَ ناقلٍ جويٍّ للحجِّ والعُمرة، من حيث عددِ الرِّحلات المجدولةِ مباشرةً من وإلى المملكة، وتُصنَّف الخطوط السعوديَّة ضمنَ أعلى مستوياتِ السَّلامة، وأمنِ وكفاءةِ التَّشغيل في الطَّيران العالميِّ، كما أنَّها ضمن أفضلِ شركاتِ الطَّيرانِ انضباطًا في التَّوقيتِ.
إنَّ خطّةَ إعادةِ هيكلةِ الخطوطِ السعوديَّة، وخصخصة خدماتِهَا إلى شركاتٍ للنَّقل، وشركةٍ للشَّحنِ، وشركةٍ للصِّيانةِ، وشركةٍ للتَّموين وغيرها، ساهمَ في تطويرِ الخدماتِ وتحسينها، وتحويلها إلى مراكزَ اقتصاديَّةٍ ربحيَّةٍ بعد أنْ كانت مراكزَ خساراتٍ متراكمةٍ.ومن أهمِّ إنجازاتِ الخطوط السعوديَّة، بناءُ الكفاءاتِ السعوديَّة، ابتداءً من أفضلِ كباتن لقيادةِ الطَّائرات بأقلِّ نسبِ أخطاءٍ في الأداءِ، مرورًا بجميعِ الخدمات الأُخْرَى، ومنها دخولُ الطُّهاةِ السعوديِّين -رجالًا ونساءً- في خدمةِ التَّغذيةِ، ودخولُ العنصرِ النسائيِّ في العديدِ من خدمات السعوديَّةِ، ومنها داخل مقصورةِ الركَّابِ في الطَّائرات، إيجابيَّاتٌ كبيرةٌ نلمسُهَا في الخطوط السعوديَّة مؤخَّرًا، وإن كان لنا أمل أن تعيد النظر في تكلفة تذاكر السفر، وعلى وجه الخصوص إلى دول أوروبا وأمريكا، مقارنة ببعض طيران الدول العربية والخطوط التركية، ودول الخليج، والتي تصل أحياناً إلى نصف تكلفة الخطوط السعودية، مع محطة ترانزيت واحدة، مع الأمل في تطوير نوعية وجبات الغذاء في رحلات أوروبا الصباحية، والتي تقدم فيها السعودية إفطاراً متواضعاً فقط، لرحلة خمس أو ست ساعات.مع تهنئتِي للخطوطِ السعوديَّةِ بانضمامِ الطَّائرة إيرباص 321 A، والمتعاقد عليها من عام ٢٠١٧، وتمَّ استلامُهَا مؤخَّرًا، وأُجزمُ بأنَّه اختيارٌ غيرُ مُوفَّقٍ، لاستخدامها في الرِّحلاتِ لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، إلى ثلاث ساعات؛ نظرًا لعدم ملاءمة كراسي الدَّرجتين «الأعمال والسياحيَّة» للرِّحلات الطَّويلة، وأعتقدُ أنَّ أخي معالي مدير الخطوطِ السعوديَّة قدْ يتَّفقُ معي، حيث كُنَّا راكِبين فيها من جنيف لجدَّة في إحدَى الرِّحلاتِ الشَّهر الماضي.
أخيرًا، كلمةُ شُكرٍ وتقديرٍ لصانعِ قرارِ عودةِ الشِّعارِ القديم للخطوطِ السعوديَّة، الذي ارتبطَ بتاريخِهَا منذُ بداية تأسيسِهَا ولازالَ عالقًا في أذهانِنَا.
د. عبدالله صادق دحلان – جريدة المدينة