يعيش السودان وضع إنساني مأساوي بسبب نشوب الحرب منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، وكانت خدمات الإتصالات والإنترنت متذبذبة خلال الفترات السابقة خصوصاً في بعض المناطق المتأثرة بالقتال، مع إنقطاع كامل لخدمات الإنترنت في إقليم دارفور.
ومنذ مطلع فبراير بدأت وسائل الإتصال بالإنقطاع تدريجياً من بعض المدن بسبب خروج شبكات شركات الإتصالات من الخدمة، حتى أصبحنا اليوم الأربعاء ٧ فبراير ٢٠٢٤ والسودان بكامله معزولٌ كلياً عن العالم الخارجي ويعيش في حالة ظلمة تكنولوجية دامسة.
بانقطاع خدمات الإتصال والإنترنت تتوقف الخدمات القليلة المقدمة من قبل أبنائكم الثوار في غرف الطوارئ الذين تصدوا لسد فجوات غياب الدولة لتخفيف آثار الحرب على المواطنين، إذ كانوا يعملون على تقديم الخدمات الطبية والغذائية وتوفير كافة الإحتياجات الضرورية للحياة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، وكانت هذه الخدمات تعتمد على التشبيك الداخلي والخارجي والدعم المقدم عبر أبناء الوطن بالخارج.
نرجوا من جميع أبناء الوطن بالخارج وجميع العاملين في المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية الضغط على طرفي النزاع لإرجاع الخدمة في أسرع وقت، حيث أن قطع الإتصالات يعتبر جريمة دولية ضد حقوق الإنسان وتصعيد خطير في الحرب الحالية، ونعلم تماماً أنه في ظل العزلة المضروبة بسبب انقطاع شبكات الإتصال يتم التستر وإخفاء كثير من الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا، كما نرجوا من جميع الفاعلين والمبادرين مواصلة الضغط لوقف الحرب واستعادة الحياة الطبيعية في البلاد بعد مرور حوالي العشرة أشهر من التدمير الناتج عن إستمرار الصراع الدموي الذي لم يكن هنالك متضرر منه اكثر الوطن والمواطن.
تجمع لجان أحياء الحاج يوسف
٧ فبراير ٢٠٢٤