تواصل انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في الخرطوم ومدني لليوم التاسع كما استمر انقطاع الشبكة عن وأجزاء واسعة من دارفور وكردفان لشهور، فيما شهدت خدمة الإنترنت لشبكة سوداني تذبذباً في عدد من المدن بعد عودة الخدمة يوم الاثنين. وتواصل انقطاع شبكتي زين و(ام تي إن) عن جميع أرجاء البلاد لنحو أسبوعين.
وطالب وزير الاتصالات والتحول الرقمي عادل حسن يوم الثلاثاء خلال لقائه بالنائب العام لجمهورية السودان مولانا الفاتح طيفور بديوان النائب العام بمدينة بورتسودان بضم قضية إيقاف تشغيل شبكات الاتصالات بواسطة الدعم السريع خلال الاسبوع الماضي مطالبا سعادة النائب العام لملف الجرائم.
تعتيم إعلامي
وكشفت لجان مقاومة مدني عن استمرار انقطاع شبكات الاتصالات في مدينة ود مدني و معظم قرى ومدن ولاية الجزيرة وبعض الولايات الأخرى بالبلاد لمدة تتجاوز الأسبوع، وأكدت في بيان انقطاع الاتصالات و الانترنت يزيد من التعتيم الإعلامي علّى الجرائم المرتكبة بواسطة الدعم السريع بحق المواطنين.
شرق النيل تدق ناقوس الخطر
ودقت غرفة طواري شرق النيل ناقوس الخطر بسبب انقطاع شبكة الإتصالات، وقالت في بيان أنه أصبح من الصعب بل من المستحيل طلب المساعدة في حالات الطوارئ مما يجعل حياة الناس عرضة للخطر أكثر مما هي عليه.
وأضاف البيان أنه بسبب انقطاع شبكات الاتصالات توقفت معظم الخدمات التي تعتمد كلياً على التطبيقات البنكية، خصوصاً توفير الاحتياجات الغذائية نسبةً لصعوبة الحصول على السيولة النقدية.
وأكدت أن توقف التطبيقات البنكية يهدد المدنيين بالمجاعة، ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية التي يعيشها السودان بسبب الحرب.
فصل تام
وأوضح محمد هشام من غرف طوارئ بحري إن انقطاع شبكات الاتصالات عبر الانترنت أدى إلى الفصل بشكل كامل بين كوادر غرف الطوارئ على الأرض وخارج المدينة وسيتسبب ذلك في نقص كبير جدا في المواد التموينية والمعينات الطبية لأن وصولها يتم من خلال التنسيق عبر شبكة الانترنت.
أضرار كبيرة
وكشف مواطنون من مختلف الولايات لراديو دبنقا عن أضرار كبيرة لحقت بهم جراء انقطاع الاتصالات والإنترنت.
وقال بشير الصادق مدير منظمة لاتفيا لراديو دبنقا من مدينة القضارف إن انقطاع خدمة الاتصالات أعاق وصول المساعدات الإنسانية من المنظمات للنازحين بالقضارف. كما أدى الانقطاع لعدم توفر السيولة وعدم إمكانية الاستفادة من التحويلات عبر التطبيقات البنكية مثل بنكك وفوري، وأشار إلى أن المواطنين ظلوا يقضون ساعات طويلة في صفوف البنوك للحصول على مبالغ نقدية محدودة مع تذبذب شبكات البنك. وأوضح إن الأمر أدى إلى تأثير بالغ في الأوضاع المعيشية لسكان المدينة و للنازحين خاصة مع عدم إمكانية شراء الاحتياجات اليومية.
وأشار إلى ركود في الاسواق بسبب عدم الاستفادة من التطبيقات البنكية بسبب انقطاع خدمة الإنترنت، ونبه إلى الأثر الاجتماعي المتمثل في انقطاع التواصل بين الأسر التي تمزق شملها بين الولايات بسبب الحرب، وقال إن بعض الأسر لجأت لكتابة خطابات وإرسالها إلى ذويهم عبر المواصلات العامة، كما اضطر بعد المواطنين العاملين بالقضارف للسفر إلى ذويهم لتسليم المصاريف نظراً لانقطاع الشبكة وعدم فاعلية التطبيقات البنكية.
من جانبه، قال الناشط جعفر خضر من القضارف لراديو دبنقا إن انقطاع شبكات الاتصالات تسبب في مشكلات اقتصادية واجتماعية وأمنية كبيرة، حيث توقفت حركة البيع والشراء بسبب مشكلة السيولة والاعتماد على تطبيق بنكك. وأشار إلى صعوبة في التواصل بين المواطنين مما أدى لعدم إمكانية انجاز الأعمال، وقال إن منع حركة المواتر في المدينة أدى لتفاقم المعاناة، وأشار إلى حالة من الذعر خلال فترة انقطاع الاتصالات مع تناقل الشائعات بشن هجمات على مناطق في أطراف الولاية وصعوبة نفيها.
راديو دبنقا