الأمارات تلقح السحب (131) منذ بداية العام لتحفيز الأمطار

نفذت طائرات المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل 131 طلعة جوية لتلقيح السحب والاستمطار الصناعي منذ بداية العام الجاري وحتى يوم أمس حيث تم إطلاق ما يزيد عن 4 طلعات جوية خلال الأسبوع الجاري وذلك مع تزايد السحب الركامية على المناطق الشرقية والجبلية.
ويقوم خبراء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل برصد السحب عن طريق الأقمار الصناعية وعند ظهور تشكّل سحابة في منطقة ما داخل الدولة من خلال توفّر مجموعة من المعايير المناسبة والتي تشير إلى قابلية السحابة لإجراء عملية التلقيح فيتم إخطار الطائرات بالاستعداد ومن ثم يقوم خبراء الأرصاد بتوجيه الطيّار ومتابعته أثناء عملية التلقيح من خلال الاتصال اللاسلكي ثم يبدأ الطيار بالتوجه إلى الهواء الصاعد وإطلاق موادّ التلقيح وتبدأ هذه المواد بتجميع قطيرات الماء لتصبح كبيرة الحجم ويصبح الهواء غير قادر على حملها لتسقط على الأرض في صورة أمطار.
آليات
وقال مصدر مسؤول في المركز الوطني إن عملية الاستمطار معقدة من الإجراءات يقوم بتنفيذها خبراء المركز الوطني للأرصاد الجوية بكفاءة واقتدار كما أن معدل حرق الشعلات يتوقف على الطبيعة الديناميكية والفيزيائية للسحاب المستهدف بالإضافة إلى ضرورة استمرارية الهواء الصاعد داخل السحاب، حيث إن عملية تفاعل السحاب مع هذه المواد تستغرق حوالي 15-20 دقيقة بوجه عام.
ولفت إلى أن عملية حقن السحب بالشعلات التي يتم تصنيعها محليا تستغرق من 2 إلى 4 دقائق، وأن مناطق الاستمطار تختلف باختلاف تكون السحب؛ ففي فصل الشتاء تتكون السحب القابلة للاستمطار في المناطق الشمالية والساحلية وفي فصل الصيف تتراكم السحب في المناطق الجبلية الجنوبية والشرقية لوجود السلاسل الجبلية التي تعمل على دفع الهواء إلى الأعلى، مؤدياً بالنهاية إلى تشكل السحب الركامية في تلك المناطق.
دعم المخزون
وتهدف عمليات الاستمطار إلى زيادة الحصاد السنوي من مياه الأمطار ودعم الوضع المائي للدولة وزيادة معدلات الجريان السطحي للأودية وكذلك دعم المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية.
وتعد الإمارات من أوائل الدول في منطقة الخليج العربي التي قامت باستخدام تقنية تلقيح السحب التي تعتمد على أحدث الإمكانات المتوفرة على المستوى العالمي، والتي تعتمد على شبكة رادارات جوية متطورة تقوم برصد أجواء الدولة على مدار الساعة ومراقبة بدء تكوّن السحب، بالإضافة إلى استخدام طائرات خاصة مزوّدة بشعلات مِلحية، تم تصنيعها خصيصاً لتتلاءم مع طبيعة السحب من الناحية الفيزيائية والكيميائية، والتي تمت دراستها خلال السنوات الماضية قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار.
وأشار المصدر المسؤول إلى أن السحب القابلة للاستمطار تزداد فرصة تكوُّنِها في فصل الصيف لسيطرة امتداد المنخفض الموسمي على الدولة الذي يدفع رياحاً جنوبية شرقية رطبة باتجاه السلاسل الجبلية الشرقية بوجه خاص.
أشكال
وأضاف المصدر ذاته أن هناك أنواعاً مختلفة من السحب ولكن يتم تصنيفهم حسب طريقة تكونهم ويطلق على السحاب الركامي حين يكون متراكماً أي يلتف بعضه فوق بعض، وله قمم عالية، وقد ينتج ذلك عن منخفض جوي أو نتيجة للتسخين الكبير على الأرض أو نتيجة تسلق الرياح للجبال، حيث تندفع الرياح للأعلى وصعودها إلى الطبقات العليا في الجو ليبرد ويتكاثف البخار ليتكون السحاب.
فكرة
تعود فكرة الاستمطار الصناعي للعالم الألماني فنديس عام 1938، حينما رأى إمكانية مساهمة نويات الثلج المضافة للسحب، في تحفيز الأمطار للسقوط، ولم تطبق هذه الطريقة من الناحية العملية إلا بعد 8 سنوات من ملاحظ فنديس، عندما أجرى العالم الأميركي شيفر أول تجربة حقلية للمطر عن طريق رش كلغم من الثلج المجروش عند درجة حرارة 20 درجة مئوية في السحب فبدأ المطر والثلج في الهطول.

البيان

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.