تقدمت الحكومة السودانية بشكوى رسمية لمجلس الامن الدولي ضد دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية تشاد تتهمهما فيها بتقديم الدعم العسكري والمالي والتسهيلات لقوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني منذ منتصف ابريل العام الماضي.
وجاء في الشكوى التي قدمها سفير السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث ادريس، ان دولة الامارات العربية تنفذ “مخططا آثما ضد السودان عبر مليشيا قوات الدعم السريع وغيرها من المليشيا المارقة المتحالفة معها وفرق المرتزقة من تسع دول مختلفة” من 15 ابريل 2023.
واتهمت المذكرة لمجلس الامن قوات الدعم السريع بمحاولة اغتيال رئيس المجلس السيادي الانتقالي وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان. كما استهدفت قوات الدعم السريع بهجماتها المتعددة والمتكررة والبالغة الفظاعة ضد المدنيين والعسكريين والمنشآت المدنية بدعم صريح وواضح من الإمارات العربية المتحدة. فضلاً عن رعاية الإمارات للمليشيا بالتمويل والإسناد الدبلوماسي والإعلامي والدعائي واللوجيستي وبالتدخل العلني في الحرب.
تهديد الامن والسلم
وشكلت أفعال دولة الإمارات تهديداً جدياً للسلم الإقليمي والدولي وضرباً من أعمال العدوان والإخلال المربع بالسلم وانتهاكاً لسيادة السودان، كما مثلت أيضاً أفدح صور التدخلات غير المشروعة، منتهكة قرار مجلس الأمن رقم 1591 الصادر في عام 2005، وهو قرار أضر بتوازن القوى العسكري في دارفور لصالح الجماعات المسلحة وأدى إلى إضعاف القدرات العسكرية للقوات المسلحة.
تشاد وافريقيا الوسطى ايضا
واتهمت المذكر جمهورية تشاد بإتاحة اراضيها كمعبر للسلاح والمقاتلين المرتزقة لصالح قوات الدعم السريع بتأثير من الدعم المالي والعسكري الذي تلقته من الإمارات. كما انها عمدت إلى إتاحة أراضيها، سيما مطاري أم جرس وأبشى، لنقل الأسلحة والمعدات والعتاد وإخلاء جرحى مليشيا الدعم السريع إلى مستشفى الشيخ زايد العسكري في أبو ظبي.
وجاء في المذكرة ان الأوضاع المذكورة أدت إلى تدفق الأسلحة والمقاتلين من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى السودان بما يفاقم هذه الحرب العدوانية.
ووصف الشكوى التي قدمها السودان العدوان على البلاد بانها اعمال خطرة واسعة النطاق والاستخدام غير المشروع للقوة وما سببه من دمار هائل للأنفس والأرواح والبنية التحتية والمرافق والأعيان المدنية والأسواق والمنشآت الحكومية والبنايات ودور العبادة والكنائس والأضرحة، وما تسبب فيه من انقطاع للخدمات وتوقف دولاب العمل ونهب السيارات والمصارف وتدمير المصانع ومواقع الإنتاج، وما لازمه من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة وعنف جنسي واغتصاب، فضلاً عن الفجوة الغذائية منقطعة النظير، وكافة عواقب تلك الأعمال العدوانية تثبت بدون حاجة لمزيد إثبات الانتهاك المتعمد لميثاق الأمم المتحدة وانتهاك السلم والأمن الدوليين، وذلك من طبيعة وخطورة ونطاق ذلك العدوان المسلح.
تعويض السودان وجبر الضرر
وطالب السودان مجلس الامن الدولي باتخاذ ما يلزم لإجبار دولة الإمارات على الامتناع الفوري عن تقديم الرعاية والدعم والإسناد لقوات الدعم السريع وإن السودان يحتفظ بكامل حقه في الدفاع عن نفسه وفي ابتدار إجراءات التقاضي الدولي بما يكفل التعويض وجبر الضرر.
كما طالبت المذكرة مجلس الامن الدولي بالتنديد علنا بعدوان دولة الإمارات على السودان وشعبه، وتسميتها صراحة ومطالبتها بشكل حازم بالكف عن التدخل في الشئون الداخلية للسودان والوقف الفوري لتجنيد المرتزقة وقطع الدعم العسكري واللوجستي والإمدادات والمؤن إلى الدعم السريع وجبر الأضرار والتعويض عن الخسائر التي تسبب فيها هجوم مليشيا الدعم السريع المدعومة من قبلها، وفقاً لمبادئ القانون الدولي المتصلة بمسئولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دولياً.
كما دعت لمطالبة تشاد، بالكف فورا عن تقديم الدعم والاسناد للدعم السريع وتعزيز القوات المشتركة لحماية الحدود بين البلدين ويمتد ذلك الطلب يمتد ليشمل أفريقيا الوسطى أيضا.
راديو دبنقا